للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حامى الوطيس، وضمها إلى مملكة الدانوب، وأعلن هذا الضم بموافقة الدول العظمى فى ٦ أكتوبر سنة ١٩٠٨؛ واغتيل فيها الأرشيدوق فرانز فرديناند Archduke Franz Ferddinand) ولى عهد العرش النمساوى فى ٢٨ يونية سنة ١٩١٤. وقد انتقلت سرايفو هى والبوسنة والهرسك إلى ملك دولة الصقالبة الجنوبية التى أنشئت حديثًا بعد سقوط مملكة الدانوب سنة ١٩١٨.

وسرايفو مقر رئيس العلماء المسلمين، وفيها مدرسة للشريعة وعدد من العمائر باقية من العصر الإسلامى، ويذكر أوليا جلبى (القرن السابع عشر) من المساجد الثمانية التى شيدت جميعا فى القرن العاشر مسجد فرهاد باشا (شيد عام ٩٦٩ هـ = ١٥٦١ م) ومسجد خسرو باشا (شيد عام ٩٣٧ هـ = ١٥٣٠ م)، ومسجد غازى على باشا (شيد عام ٩٦٠ هـ = ١٥٥٣ م) ومسجد عيسى باشا عام ٩٣٦ هـ = ١٥٢٠ م)، وأجملها مسجد غازى خسرو (Begove Jamiya)، ومن تكاياها (انظر أوليا، جـ ٥، ص ٤٣١ وما بعدها) ما زالت تكية الدراويش المولوية باقية، وهى التكية المعروفة باسم سنان تكَّه سى (سنان تكيه) وقد أنشاها حاجى سنان أغا (المتوفى فى سنة ١٠٤٩ [وقد بدأ رمضان فى ٢٦ ديسمبر سنة ١٦٣٩]) فى سنة ١٦٣٨ (انظر Wyssensch.Mitteil. aus Bosnien، جـ ١، ص ٥٠٦ وما بعدها، ومعها صورة)، ولا شك فى أن أوليا قد بالغ كثيرًا فى وصف سرايفو فى القرن السابع عشر (انظر أوليا، جـ ٥، ص ٤٢٨ - ٤٤١)، أو على الأقل لم يبق إلى وقتنا هذا شئ كثير من كل ضروب الروائع التى وصفها فيها. والواقع أن الحرائق المخربة الجمة قد دمرت كثيرًا من عمائر المدينة أعوام ١٤٨٠ و ١٦٤٤ و ١٦٥٦ و ١٦٧٨ و ١٨٧٩) وكانت سرايفو دارًا لضرب السكة العثمانية: فقد ضربت السكة النحاسية (منقر) فيها أيام السلطان محمد الرابع وأيام سليمان الثانى فى السنوات ١٠٨٥ و ١٠٩٩ (بوسنه) وسنة ١١٠٠ ("سراى"؛ انظر الصورة فى brit. Mus. Or Coins: St. Lane-Poole, جـ ٨، The Coins of the Turks, لندن ١٨٨٣. اللوحة ٦، رقم ٤٠١،