للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

امتدادًا كبيرًا إلى ما وراء حدودها الأصلية، ونشأ منها شارع طويل يعج بالتجارة يخترق المدينة بأسرها محاذيًا نهر دجلة، وتكون كلمة سوق بذلك قد مرت بكل أطوار معانيها تقريبًا مبتدئة بمعنى "السوق السنوى". وقد وصف المقريزى بعد ذلك بمائة سنة أو نحوها أسواق القاهرة وسويقاتها وصفا مستفيضًا فى كتابه الخطط (بولاق، سنة ١٢٧٠ هـ، جـ ٢، ص ٩٤ - ١٠٧) كما تحدث أيضًا عن تاريخ هذه الأسواق.

وروايات الرحالة المتقدمين والمحدثين عن الأسواق فى المشرق كثيرة جدًا. وكلمة سوق تستعمل للدلالة على جميع أنواع الأسواق، ولذلك فإننا لا نزال نجد فى الوقت الحاضر جميع هذه الأنواع من السقائف الخشبية البدائية إلى الأسواق الفاخرة التى تملأ نفس المشاهد بالإعجاب (مثال ذلك وصف ابن جبير فى كتاب الرحلات Travels، ص ٢٥٢ لحلب) ولا يزال فى مقدورنا أن نكوّن فكرة عما كانت عليه أسواق بلاد العرب السنوية عندما نشاهد ألوان الحياة فى سهل عرفة وقت الحج. غير أن سوق عكاظ كان فريدًا فى أهميته العامة باعتباره مركز الحياة الاقتصادية والعقلية فى العالم العربى.

[المصادر]

لا يسعنا فى هذا المقام إلا الاقتصار على المصادر التى تتصل عن كثب بالإشارات المنوه عنها فى هذه المادة لكثرة المصادر العامة:

(١) شروح الآية ١٩٨ من سورة البقرة.

(٢) Handbook of Early Mohammadan Tradition: Wensinck مادة سوق, وخاصة شروح البخارى، كتاب الحج، باب ١٥٠.

(٣) المعاجم، مادة سوق عكاظ.

(٤) معجم البكري، ص ٦٦٠ وما بعدها.

(٥) معجم البلدان لياقوت، مادتى عكاظ ومربد.

(٦) Die Poat-und Reiserouten des Orients: A. Sprenger، ليبسك سنة ١٨٦٤, ص ١٢٧ وما بعدها.

(٧) المؤلف نفسه: Die alte Geographic Arabiens برن سنة ١٨٧٥ ص ٢٣٣ وما بعدها.