للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك لم تورد، لأن هذا كله لا يثبت حصول هذا بتأثير من جانب النصرانية!

٢ - وثانى ما أورده الكاتب هو أن البحث الذى كتبه فنسنك يثبت أن التطور الذى وقع فى النصرانية وفى الإسلام قد سار على غرار واحد؛ حتى فى التفاصيل، وأن نظرية الشهداء فى الديانتين ترجع أخيرا إلى تراث شرقى قديم يهودى، وإلى آراء من العهد اليونانى المتأخر. . وهذا كله لا يثبت دعواه أن التطور اللغوى لشهيد حصل بتأثير من جانب النصرانية، بل هو يثبت غير هذا، لأنه يرد التطور فى النصرانية والإسلام جميعا إلى تراث شرقى قديم. . الخ، وقضية التأثير موضع لكلام كثير، وولع القوم برد هذا التأثير إلى اليهودية وغيرها موضع للملاحظة الكثيرة! !

ولم ينصف الكاتب حين اقتصر على هذا من تلخيص بحث فنسنك، كما لم يحسن إلى المنهج بالاعتماد على بحث لغيره دون أن يورد منه موضع الفائدة له، ثم دون أن يعرف تعريفا كافيا بالمرجع الذى يرجع إليه فيه، وقد ضاع منى وقت طويل، وجهد كبير فى البحث عما كتبه فنسنك فى المشرق، وسألت السيد الأستاذ نجيب العقيقى، عما إذا كان فى سجله عن أعمال المستشرقين نبأ هذا البحث لفنسنك، كما سئل الأب قنواتى عما يعرفه عن ذلك البحث الهام، فى شأن مسيحى، ولم يكف هذا للاهتداء إلى بحث فنسنك المحال عليه هنا! !

ونرجع للنظر فى تطور المعنى إلى شهيد أى مقتول فى سبيل اللَّه فلا نجد فى عدم استعمال القرآن له حجة لشئ، لأن من مواد اللغة ما لم يستعمله القرآن -كالأدب- فهل مس ذلك كيان المادة اللغوى أو دلالتها. . ولاعتبار بلاغى أو اجتماعى يصف القرآن الموتى فى سبيل اللَّه بجمل وعبارات دون استعمال لفظة واحدة فى الدلالة عليهم؟

وليس من السهل قبول دعوى الكاتب الجريئة "أننا نجد خطأ مطردا فى تفسير أصل كلمة شهيد من شهد بمعنى رأى، عاين، حضر" ونقول: إنها