للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(البخارى: كتاب الصلاة، باب ١٤؛ النسائى: كتاب القبلة، باب ٢٠، وانظر باب ١٢).

أما أن الصلاة، كما يقال أحيانًا، لا تشتمل فحسب على أداء فرض، بل يجب أن تكون أيضًا بالقلب فظاهر من الحديث التالى؛ قال النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-]: "حُبب إلى من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عينى فى الصلاة"، (أحمد بن حنبل، جـ ٣: ص ١٢٨ مكرر، ٢٨٥).

وكذلك يذكر البكاء فى الصلاة أحيانا (أبو داود: كتاب الصلاة، باب ١٥٦؛ النسائى: كتاب السهو، باب ١٨؛ أحمد بن حنبل، جـ ٣، ص ١٨؛ جـ ٤، ص ٢٥ مكرر، وانظر ص ٢٦).

وأهم خصائص الصلاة عند الكثيرين هى ما نجده على وجهين، ونعنى بذلك أن الصلاة مناجاة العبد للخالق: الوجه الأول، ورد فى الحديث الذى نهى عن البزق تجاه القبلة أثناء الصلاة، والسبب الذى يقدمه الحديث هو أن المصلى يناجى ربه (البخارى كتاب الصلاة، باب ٣٩؛ كتاب المواقيت باب ٨، مسلم: كتاب المساجد، حديث ٥٤؛ أحمد بن حنبل: جـ ٢، ص ٤ وما بعدها، ١٤٤؛ جـ ٣، ص ١٧٦, ١٨٨, ١٩٩, وما بعدها ٢٣٤, ٢٧٣, ٢٧٨, ٢٩١ إلخ)؛ والوجه الثانى ما ورد فى الحديث على النحو التالى: "أما إن أحدكم إذا قام فى الصلاة فإنه يناجى ربه، فليعلم أحدكم ما يناجى ربه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فى الصلاة" أحمد ابن حنبل جـ ٢ ص ٣٦, ٦٧, ١٢٩) وقد ضرب المثل على هذا فى الحديث القدسى التالى: يقول تعالى:

"قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين، فنصفها لى ونصفها لعبدى، ولعبدى، ما سأل، قال رسول اللَّه [-صلى اللَّه عليه وسلم-] اقرأوا، يقول العبدة "الحمد للَّه رب العالمين" يقول اللَّه عز وجل: "حمدنى عبدى"، يقول العبد "الرحمن الرحيم" يقول اللَّه عز وجل: "أثنى علىّ عبدى" يقول العبد "مالك يوم الدين" يقول اللَّه عز وجل: "مجدنى عبدى"، يقول العبد "إياك نعبد وإياك نستعين" يقول اللَّه عز وجل: هذه الآية بينى وبين عبدى، ولعبدى ما سأل"، يقول العبد: "اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت