للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيما بعد إيلدكز الذى نادى بأرسلان بن طغرل سلطانًا على عرش السلاجقة (٥٥٥ هـ = ١١٦٠ م).

[المصادر]

انظر مادة السلاجقة.

صبحى [هوتسما M.Th.Houtsma]

[طغرل الثانى]

ابن أرسلان، آخر سلاطين السلاجقة فى العراق (٥٧١ - ٥٩٠ هـ = ١١٧٥ - ١١٩٤ م)؛ ولد سنة ٥٦٤ هـ (١١٦٨ - ١١٦٩ م)؛ وأقامه الأتابك يهلوان على العرش وهو لا يزال قاصرًا، بعد أن توفى أبوه مسمومًا حتى تحبط مساعيه للخلاص من وصاية الأتابك الثقيلة الوطأة (انظر Houtsma فى Acta Arientalia جـ ٣، ص ١٤٠ وما بعدها)؛ وإنما استطاع طغرل بعد وفاة يهلوان سنة ٥٨١ هـ أو ٥٨٢ هـ (١١٨٦ م)، وكان قد بلغ سن الحلم، أن يثبت أنه ليس مستعدًا بحال أن ينهج نهج أبيه فيكتفى بلقب السلطان اسمًا لا فعلا، ذلك أنه كان قد تلقى قسطًا كبيرًا من التعليم ورزق قوة الجسم وقوة العقل مما أتاح له أن ينظم بعض القصائد الفارسية القصيرة؛ ومما سهل عليه مهمته أن قزل أرسلان خليفة بهلوان كان قد تشاجر مع أرملة أخيه المتوفى وابنيهما حتى استطاع أن يدبر الأمر مع بعض الأمراء الترك ويستولى على همذان القصبة السلجوقية، وأراد قزل أرسلان أن يستوثق تمامًا من القضاء على خصمه الخطر فطلب من الخليفة أن ينفذ إليه جيشًا من بغداد، على حين تقدم هو نفسه من آذربيجان، ولكن الوزير ابن يونس، قائد جيش بغداد الضعيف، هاجم طغرل فى دايمرك (٥٨٤ هـ = ١١٨٨ م) ومنى بهزيمة منكرة بسبب استبسال خصمه فى القتال، على أن طغرل لم يكسب من القتال إلا قليلًا، ذلك أن قزل أرسلان كان يقترب وكان الخليفة يجهز جيشًا جديدًا، ومما زاد من متاعب السلطان الشاب أنه تشاجر مع قومه وشَنق إثر عودته إلى همذان بعض معاونيه البارزين، فعجز من ثم عن الثبات فى قصبته، وسرعان ما استولى عليها قزل أرسلان، وقضى طغرل فترة فى نهب