للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ينظر فى تقدير أثره على تاريخية النسبة، لا أن يهجم على تقرير وجوب إهدار تاريخية النسبة هكذا.

وفى كل حال فإن هذه العبارة حين تصلح بما يحتمله المنهج الصحيح، فتكون مثلا:

"وهذه النسبة إلى أقدم الفقهاء يمكن أن تعتبر غير تاريخية". . يكون هذا القول من الكاتب هو الامتداد المتجنى لمهاجمتهم السند الإسلامى، وتصيدهم الشبه لاتهامه، من العصر الأول حين لم تكن الحاجة ماسة إلى تتبع السند، لقرب العهد بمصدر الرواية، وحياة المشافهين له عليه الصلاة والسلام.

وقضية هذا الاتهام للسند وتاريخيته قد سبقت مناقشتها، ورد شبه المستشرقين فيها، بقاعات الدرس فى الجامعات بمصر والإسكندرية ولا مجال هنا لإعادة ذلك القول المفصل فى ذلك.

ولعل أوجز ما نشر منها ما ورد فى كتاب "مالك بن أنس: ترجمة محررة" لكاتب هذا التعليق. وهو فى ص ٥٦٤ إلى ٥٦٧ - من الطبعة الأولى.

أمين الخولى

[طلائع]

ابن رزيك الملك الصالح: وزير فاطمى (٤٩٥ - ٥٥٦ هـ = ١١٠١ - ١١٦١ م)، وقد أدت الحوادث التى أعقبت اغتيال الخليفة الفاطمى الثانى عشر "الظافر" (١١٥٤ م) إلى استقدامه، بناء على رغبة الحريم فى قصر الخليفة، من ولايته على الأشمونين ليقبض على زمام الأمور بيد قوية فى تلك الظروف؛ وحالفه النجاح فى سيره إلى القاهرة هو وأتباعه من أهل الصعيد؛ وهنالك وزر للخليفة الطفل "الفائز" سنة ٥٤٩ هـ (١١٥٤ م) بعد أن صرف الوزير عباس عن منصبه، وتلقب بلقب الصالح باللَّه، ذلك أن سلفه الخائن عباسا كان قد فر حاملا ثروته إلى فلسطين حيث وقع فى يد الصليبيين. وتفاوض طلائع مع هؤلاء فى تسليم أسيرهم عباس، ويقال إنه دفع لهم نظير تسليمه عشرة آلاف دينار (ابن إياس، جـ ١، ص ٦٦). وتمت الصفقة وعذب عباس وابنه نصر عذابا شديد، وصلبا فى القاهرة. وقبض طلائع على زمام الأمور بيد من حديد