للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منها صاحبها، فقام عبد اللَّه بن عمر بن عبد العزيز فحارب دعاة الفتنة فانفضوا من حول صاحبهم عبد اللَّه بن معاوية فاضطر للخضوع ولكنه خضع بأمان أعطوه له، فذهب إلى "المدائن" ثم إلى "جبال" التى كثر أتباعه بها وبغيرها، وامتد نفوذه على مناطق كثيرة من إقليم "جبال" وفارس وكرمان، وانضم إليه طائفة من الخوارج ومن يكرهون بنى العباس ويخاصمونهم، وحينئذ خرج إليهم عامر بن ضبارة سنة ١٢٩ هـ وهزمهم هم وعبد اللَّه بن معاوية فى موقعة عرفت "بمرو الشاذان" ففر عبد اللَّه فاعترضه أبو مسلم الخراسانى فقتله، وعُرف بعض أتباعه بعد موته "بالجناحية" وقالوا إنه لم يمت ولكنه سوف يعود، وقال آخرون بل أن روحه حلت فى اسحق بن زياد بن الحارث الأنصارى، وآمن بهذا القول أناس عرفوا بالحارثية.

[المصادر]

(١) الطبرى: تاريخ الرسل والملوك، ليدن ١٨٧٩ - ١٩٠١، الجزء الثانى، ص ١٨٧٩.

(٢) المسعودى: مروج الذهب، باريس ١٨٦١ - ١٨٧٧.

د. حسن حبشى [ك. ف. تسترشتين K.V.Zettersteen]

عبد اللَّه بن موسى بن نصير

عبد اللَّه بن موسى بن نصير وكان أكبر أولاد أبيه موسى بن نصير فاتح المغرب والأندلس الذى ما كاد يخرج إلى أسبانيا حتى عهد إلى ولده عبد اللَّه بإدارة دفة أمور الحكم فى إفريقية (= ٩٣ هـ/ ٧١١ م)، ولما اتهم طارق موسى بن نصير عند الخليفة الوليد بن عبد الملك بما اتهمه به مضى موسى إلى الشرق ولم يعد بعد ذلك قط. وقد أصاب الابنَ عبدَ اللَّه بن موسى رذاذ مما رميت به أسرته عند الخليفة سليمان بن عبد الملك الذى لم يقع من نفسه موقع الرضا ما لاحظه من استتباب الهدوء فى كل من أفريقية (تحت حكم أحد أولاد موسى بن نصير وهو عبد اللَّه) وفى الاندلس تحت حكم عبد العزيز بن موسى بن نصير والمغرب ويحكمها عبد الملك، فخلع عبد اللَّه سنة ٩٦ هـ (= ٧١٤ م) وولى مكانه محمد بن يزيد سنة ٩٧ هـ.