للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

البرتغالية على الاستسلام المشرف، وقد تم استرداد عرايش على يد مولاى الناصر ابن السلطان "الوطاسى" محمد الشيخ ويقول ليو الافريقى الذى يقدم لنا بيانا عن المدينة فى بداية القرن السادس عشر: إن أعدادًا كبيرة من أسماك الثعابين البحرية قد اصطيدت هناك وكذلك من الطرائد وإنه كان هناك على ضفاف نهر لوكوس غابات تضم الكثير من الحيوانات البرية، وقد كان أهل المدينة يصنعون الفحم النباتى الذى يبعثون به إلى ارزيلة وطنجة ولكنهم كانوا يعيشون فى خوف دائم من غارات البرتغاليين الذين هاجموا المدينة فى عام ١٥٠٤ م (وكان هناك هجوم أسبانى غير موفق من قادس فى عام ١٥٤٦ م) ولكن هذا الخوف وعدم الأمان لم يمنع من تطور المدينة وتنميتها، فنجحت فى تحقيق قدر طيب من التجارة البحرية لأنها الميناء الوحيد فى الجزء الشمالى من مراكش الذى لم يحتله المسيحيون، كما كانت واحدة من الطرق التى تمر بها تجارة فاس القريبة منها وكان للبرتغال (مقيم) تجارى بها، كما كان الجنوبيون كثيرى التردد عليها، ومنذ ذلك الحين أصبحت "لاراش" مركزا للقراصنة، وزادت حركة القرصنة بعد رحيل البرتغاليين سنة ١٥٥٠ م عن أرزيك وفى عام ١٦١٠ م احتل فيليب الثالث ملك أسبانيا المدينة بعد اتفاق مع السلطان السعدى مولاى محمد الشيخ غير أن المراكشيين استردوا المدينة فى عام ١٦٨٩ م فى عهد السلطان العلوى مولاى "إسماعيل"، وسكنتها من جديد قبائل جبلة الريف ولكن لم تنقطع عنها هجمات الأوربيين. وفى عام ١٧٦٥ م لقى الأدميرال الفرنسى دى شافولت هزيمة منكرة هناك، وفى أثناء الأزمة المراكشية نزلت القوات الأسبانية إلى المدينة فى ٨ يونية ١٩١١ م وظل البلد فى نطاق النفوذ الأسبانى حتى إعلان استقلال مراكش (المغرب) فى عام ١٩٥٦ م.

[المصادر]

١ - Leo Africanus: Description de I'Afrique, ed. by Schefer, II. Paris ١٩٨٧, ٢١٥ - ٢١٩

وقد ترجم هذا الكتاب مؤخرًا باللغة العربية وقامت بنشره جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية.