للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الآية هى فى الأصل من سورة الاسراء أم إنها كانت فى باديء الأمر من سورة أخرى، وليس بنا من حاجة إلى البحث فيما يمكن أن يكون معناها الحقيقى. ومهما يكن من شئ فإننا نلاحظ أن الروايات فسرت هذه الآية على ثلاثة أوجه فحسب:

١ - تذهب أقدم هذه الروايات، وقد اختفت من التفاسير الحديثة، إلى أن هذه الآية تشير إلى صعود محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء: وأهم ما فى هذه الروايات (البخارى، طبعة القاهرة ١٢٧٨ هـ، جـ ٢، ص ١٨٥ "باب كان النبى تنام عينه ولا ينام قلبه" رقم ٢؛ مسلم، طبعة بولاق، ١٢٩٠ هـ، جـ ١، ص ٥٩؛ الطبرى: التفسير، الطبعة الأولى جـ ١٥، س ٣؛ وانظر der Islam جـ ٦، ص ١٤، ١٤) هو أنها احتفظت أيضا بالمعنى البدائى لقصة الصعود التى صورت على أنها بداية لتعاليم النبوة التعبدية (mohammed, s: Bevan Ascension To Heaven؛ ص ٥٦؛ der Islam Schrieke: ، جـ ٢، ص ١ وما بعدها، وهذا القول يفسر عبارة "المسجد الأقصى" بالسماء، وفى الحق إن الرواية القديمة تستعمل فى كثير من الأحيان كلمة "إسراء" مرادفة لكلمة "معراج" (Der Islam جـ ٦، ص ١٤).

٢ - والرواية الثانية، وهى الوحيدة فى جميع التفاسير المتأخرة، تفسر "المسجد الأقصى" ببيت المقدس. وليس هناك سبب بيّن لهذا التفسير. ويظهر أنه أوحت به سياسة الأمويين التى رمت إلى تعظيم بيت المقدس على حساب مكة التى كان يحكمها حينذاك عبد الله بن الزبير (كولدتسيهر Muh Stud جـ ٢، ص ٥٥ وما بعدها؛ Der Is- lam، جـ ٦، ص ١٣ وما بعدها). ويبدو أن الطبرى قد رفض الأخذ بهذا التفسير، وهو لا يذكره فى تاريخه بل يظهر إنه كان أميل إلى تأييد التفسير الأول (Der Islam جـ ٦، ص ٢، ٥ , ٦ , ١٢، ١٤، وفى الطبرى: التاريخ، جـ ١، ص ١١٧٥ وما بعدها تجد فقرة يظهر أنها تمثل رأى المؤرخ الذى بناه بعد امتحان الأدلة التى أتيحت له، انظر Bevan. كتابه المذكور آنفا، ص ٥٧).