للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إمام الحرمين (توفى ٤٧٨ هـ/ ١٠٨٥ م) وتلميذه أبو حامد الغزالى (المتوفى ٥٠٥ هـ/ ١١١١ م) الذى كرس أعماله الأولى للتوحيد والدفاع عن السنة ضد الفلسفة الهيلينستية والأفكار الغريبة عن الإسلام، وسار على دَرْب هؤلاء غالب أهل السنة من علماء التوحيد والشريعة الذين أتوا بعد ذلك إذ ألفوا عددا كبيرا من المختصرات فى علم العقيدة (الجمع عقائد) ومن أشهر هذه الأعمال ما كتبه أبو حفص النَّسفى (المتوفى ٥٣٧ هـ/ ١١٣٢ م) وعضد الدين (المتوفى ٧٥٦ هـ/ ١٣٥٥ م) ومحمد بن يوسف السنوسى (المتوفى ٨٩٢ هـ/ ١٤٨٦ م) كما ظهرت كتب من هذا النوع فى الحديث خاصة كملاحق لكتب الصِّحاح الستة، وممن كتبوا فى هذا المجال ابن الهيثمى (المتوفى ٨٠٧ هـ/ ١٤٠٥ م) وعلى المتقى الهندى (المتوفى ٩٧٥ هـ/ ١٥٦٧ م) فى كتابه الشامل كنز العمال.

وقد ألف الشيعة فى القرنين الرابع والخامس كتبا فى التوحيد والعقائد على الشاكلة نفسها، ومن هؤلاء الشيعة المطهّر الحِلّى (المتوفى ٧٢٦ هـ/ ١٣٢٦ م) ومحمد بكر المجلسى المتوفى ١١١٠ هـ/ ١٧٠٠ م كما ألفوا كتبا موجزة فى الشريعة وتفسير القرآن الكريم. ومع هذا فقد ظهرت اتجاهات مناوئة لهذا الحصر والتضييق المدرسى وكان المناوئون لهذا الاتجاه قليلى العدد لكن دورهم كان فى الغاية من الأهمية فقد انخرط المصلح الحنبلى الشهير ابن تيمية (المتوفى ٧٢٨ هـ/ ١٣٢٨ م) وتلميذه ابن قيم الجوزية (المتوفى ٧٥١ هـ/ ١٣٥٠ م) فى جدال عنيف ضد الجمود المدرسى من ناحية وضد الصوفية من ناحية أخرى لكن لم يحققا إلا نجاحا محدودا حتى تم أخيرا إحياء تعاليمهما على يد محمد بن عبد الوهاب (المتوفى ١٢٠٦ هـ/ ١٧٩١ م) فى منطقة نجد بوسط شبه جزيرة العرب. وفى الهند ظهرت مدرسة مهمة لم تحظ بالدراسة الكافية وكان اهتمامها منصبا على الفلسفة الدينية، وقد أسست فى جنبور على يد محمد الجنبورى (المتوفى ١٠٦٢ هـ/ ١٦٥٢ م) وظلت هذه المدرسة ذات تأثير لعدّة أجيال وأثرت فى أعمال المصلح الدينى ولى اللَّه