للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الغريض]

لقب لأبى زيد أو أبى مروان عبد الملك المغنى الذى ذاع صيته فى العصر الأموى وكان ابنا مدجنا لعبد بربرى وجارية من جوارى الأخوات الثلاث "عبلات" المكيات اللائى اشتهرن فى مكة بمراثيهن، وقد قامت إحداهن واسمها "ثريا" وهى التى امتدحها عمر ابن أبى ربيعة وغنى لها فقدمت أبا زيد (الغريض) إلى المغنى الشهير ابن "سريج" إلا أنه سرعان ما فاق أستاذه وبزّه مما جعل ابن سريج على أن يهجر هذا الفن. ثم ذاع صيته بانتقاله إلى بيت "سكينة بنت الحسن" كما غنى فى بلاط الخليفة الوليد الأول، وحدث فى إحدى المرات -وقد غنى الاثنان أمام سكينة أبياتا لعبد اللَّه العَرْجى فقالت سكينة إنها لا تدرى أيهما يبز الآخر فى حسن الغناء. وشيّهَتْما بعقدين أحدهما من اللؤلؤ والآخر من الياقوت، ولما أمر وإلى مكة نافع بن علقمة بمنع الخمر والموسيقى فرَّ الغريض إلى اليمن التى يقال إنه مات بها حوالى سنة ٩٨ هـ رغم أن هناك رواية أخرى يظهر فيها غريض فى بلاط يزيد الثانى سنة (١٠١ - ١٠٥ هـ) ويقال إن الجن كانت تلهمه الغناء فيه ما شاء الإبداع، وكان نجاحه فى شعر الرّمل والهزج مدعاة لابن سريج أن يقلّده فيهما وينهج نهجه، كذلك بدع الغريض فى اللعب بالعود والدفّ والنفخ بالمزمار، وقد عدّه إسحاق الموصلى رابع أربعة من أعظم المغنيين فى الإسلام حتى إنه وضع فيه كتابا سماه "كتاب الغريض" الذى يبين عظيم قدْره فى أيام الإسلام الأولى.

[المصادر]

(١) الجاحظ: الحيوان، جزء ١ ص ٣٠٢، جزء ٤، ص ٢٠٨.

(٢) المسعودى: مروج الذهب، باريس، ١٨٦١ - ١٨٧٧, جزء ٣، ص ٣٢٧.

(٣) الأغانى: طبعة Brunnow, ليدن ١٨٨٣.

(٤) ابن عبد ربه: العقد الفريد، القاهرة, ١٨٨٧ - ١٨٨٨، الجزء ٣، ص ١٨٧.

أمل رواش [هـ. ج فارمر H. G. Farmer]