للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الخاصة، ومصطلح "مسمعات" الوارد عند الأعشى ميمون يحتمل أن يكون قد ظهر بعد الإسلام.

والتاريخ يذكر هؤلاء الفتيات المغنيات عند حديثه عن قدماء العماليق (انظر الطبرى جـ ١، ص ٢٣١, المسعودى المروج جـ ٣، ص ٢٩٦) ومن المؤكد أن "القنيتو Kinitu" كان معروفًا فى آشور.

وفى بداية الإسلام، لم يكن هناك أى معارضة للغناء، حتى أن رسول اللَّه [-صلى اللَّه عليه وسلم-] كان يشارك بنفسه فى الغناء أثناء حفر الخندق فى مكة (١) ومع ذلك، وردت أخبار أن الخلفاء الراشدين الأربعة عارضوا الإنغماس فى الاستماع إلى الغناء أو أى لون من ألوان الموسيقى، وترتب على ذلك أن الاتجاه الدينى المتشدد فى العراق حرمها بينما أجازها المعتدلون فى المدينة. واكتظت المكتبة الإسلامية بالمؤلفات والكتابات بين مؤيد ومعارض للاستماع. وظهرت روايات صحيحة ناقشت الاختلاف بين "ترتيل" القرآن الكريم والغناء، كما ذكر ابن خلدون ورغم ذلك أشار ابن قتيبة أن قواعد الترتيل والغناء مماثلة.

وإلى جانب القينة ظهر الموسيقيون والمحترفون، وسجل التاريخ أن طويس (١٠ هـ/ ٦٣٢ م - ٩٢ هـ/ ٧١١ م) وعزة الميلاء اللذين قدما لونًا جديدًا فى الغناء عرف بالغناء المتقن أو الغناء الرقيق. وبالرجوع لابن الكلبى نرى الغناء ثلاثة أنواع.

(١) النصب وهو غناء الركبان والقيان.

(٢) السناد وبها ترجيعات وهى مليئة بالنغمات.

(٣) الهزج وهو الغناء الخفيف.

ومع ذلك ظهر عنصر جديد هو الايقاع والذى كان متميزًا عن العروض وكان خارجيًا لأنه كان مصحوبا بالتصفيق أو بآلة للصَّفق كالقضيب أو الدف أو الغربال. وكافة الأصوات الواردة فى كتاب الأغانى فى أشكال القصيدة أو القطعة. وقد صنع يونس


(١) الصواب أن الحفر كان بالمدينة لصد هجمات المشركين فيما عرف بغزوة الخندق أو الأحزاب. المترجم