للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والثانية من مراتب التلقين، وقلما يصل الدعاة إلى المرتبة السادسة ويطمح قليل من الأفراد الممتازين فى الوصول إلى المرتبة العليا من مراتب التلقين.

والجنة فى معتقد الإسماعيلية رمز إلى حالة النفس التى حصلت العلم الكامل، ويرمز بالجحيم إلى حالة الجهالة، ويقولون إنه لم يحكم على نفس قط بالجحيم الأبدى، ولكن النفس تعود ثانية إلى الأرض بالتناسخ إلى أن تعرف الإمام الموجود فى العصر الذى عادت فيه إلى الأرض وتأخذ عنه المعارف الدينية، وليس وجود الشر بواجب فى معتقدهم، ولكنه سوف يختفى يوماً ما عندما تتشبه الكائنات كلها بالعقل الكلى شيئًا فشيئاً. وعلى الرغم مما اشتهر به الإسماعيلية من أنهم سفاكون للدماء، للك الشهرة التى لوثت سمعتهم، فإنه يجب ألا يدور بخلدنا أن جرائمهم للك كانت من لوازم عقيدتهم، بل إننا نرى فى ذلك نوعاً من الغلو فى السلطة السياسية المطلقة التى جعلها مؤسسو هذا المذهب لأنفسهم، وقد لاحظ روسو (Annales des voyages جـ ١٤، ص ٢٨٦) أن الإسماعيلية الذين عرفهم كانوا أناساً كرماء من ذوى الدماثة لا يخشون الأسفار نشطين فى ديارهم مستمسكين بدينهم الذى يختلف كثيراً عن عقيدة السلف، وهم شجعان إذا دعتهم الملمات مطيعون لزعمائهم.

المصادر:

(١) الفهرست، جـ ١، ص ١٨٦ وما بعدها.

(٣) الشهرستانى، طبعة كيورتن، ص ١٤٥ وما بعدها، ترجمتة Haarbucker جـ ١ ص ٢١٩ - ٢٣٠.

(٣) ابن حزم: الفِصَل جـ ٢، ص ١١٦.

(٤) The Heterodoxies: L. Friedlander of the Shiites، انظر الفهرس.

(٥) Streitschr des Ga-: L.Goldziher Batiniiia - Sekte zali gegen die، ليدن ١٩١٦.

(٦) ابن الأثير، طبعة تورنبرغ، جـ ١٠، ص ٢١٣ وما بعدها.

(٧) المقريزى: الخطط، بولاق سنة ١٢٧٠ م، جـ ١، ص ٣٩١ وما بعدها.