للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٥٣٦ - ٧٣١) والذى يبدو أنه مجرد أسطورة.

٢ - تطور الطريقة: من الواضح أن الطريقة القادرية قد سارت منذ زمن بعيد فى خطوط مختلفة وذلك تبعا لما إذا كان عبد القادر يعتبر مؤسسا لطريقة تتضمن طقوسا ورياضات أم أنه كان صانع معجزات، وهذا الاتجاه الأخير يعنى تأليه عبد القادر (١)، حيث يؤمن المتطرفون بأن عبد القادر هو سيد الخلق مطلقًا بعبد اللَّه أما المعتدلون فيقولون كان كذلك أثناء حياته فقط ومن هؤلاء ابن العربى الذى ينظر إليه كمثال للخليفة الذى أظهر نفسه ومارس سلطاته العليا (التصرف).

ومثل هذا الخليفة فى نظر ابن العربى لا يخضع للوحى المنزل على محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] ولكن هناك نظرية تقول إن عبد القادر يمارس تصاريفه فى قبره كما كان يمارسها فى حياته، ويذكره ابن تيمية ضمن الأولياء وأنه كان يظهر للناس (٢) إلى زمانه وأن الشياطين لا تستطيع أن تتمثل فى صورته (٣) وفى مراسم الدخول فى الطريقة التى سجلها ج. ب. بروان J.P. Brown، كان المريد الذى يرغب فى الدخول فى الطريقة يرى عبد القادر فى المنام، وفى إحدى الحالات كانت الرؤيا واضحة ومتكررة حتى أنه قال إنه يستطيع أن يميزه من بين ألف من غير أن يكون قد شاهده من قبل، وتنتشر الطريقة القادرية بمعنى عبادة عبد القادر فى شمال إفريقيا حيث تسمى الجيلانية وهناك جماعات تسمى الجلالة Djilala. وقد وصفت طريقتهم بأنها تطبيق لمعتقدات من المؤكد أنها سابقة للإسلام بطريقة باطنية صوفية ثم تجسيد هذه الغيبيات عن طريق عبادة قوى تحت أرضية. وفى هذه الطريقة تطلق كلمة الخلوة على كومة من الأحجار تغرس بينها أعواد من القصب تربط فيها النساء قطعًا من القماش وتحرق عليها اللبان الجاوى والميعة فى مباخر. وتوجد مثل هذه الخلوات فى جميع القرى العربية، وكذلك توجد على جميع الطرق وقمم


(١) خففنا من اللفظ لاحتوائه على معنى الشرك.
(٢) ربما كان المقصود ظهوره فى المنامات.
(٣) نشك فى نسبة هذا الكلام لابن تيمية.
[المترجم]