للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأحراج أعنابها، قد نشر هذه القصيدة جرينستون سنة ١٩٠٦ فى دورية Ajsll (ص ١ - ٣٤). وكان هذا العمل التخريبى حاملًا الأهالى على الثورة والوقوف فى وجه الهمج ومحاولة صدهم.

غير أن "أتسز" قام مرة أخرى بمحاولة استهدف من ورائها الاستيلاء على القدس فحكم السيف فى رقاب الأهالى ولم يستثن منهم أحدا حتى من لجئوا إلى الجامع الأقصى. أما الذين فروا إلى قبة الصخرة فكانوا الوحيدين الذين نجوا من المذبحة، لكن سرعان ما لقى "اتسز" نهايته على يد "تتش" أخى السلطان السلجوقى ملكشاه الذى كان حينذاك واليا على دمشق (٤٧٠ هـ = ١٠٧٨ م) ومن ثم دخلت القدس فى فلك الدولة السلجوقية الكبرى التى امتدت حدودها "من كاشغر إلى القدس" كما يقول اليافعى فى كتابه مرآة الجنان (جـ ٣ ص ١٣٠)، ثم أقطع "تتش" بيت المقدس إلى "ارتق" مؤسس الأسرة الأرتقية التى قامت فى أرض الجزيرة من العراق. على أنه ليس من المعروف على وجه الدقة متى كان أخذ ارتق للمدينة، ولكننا نجدها فى يده سنة ٤٧٩ هـ (١٠٨٦ م) (انظر ابن الأثير الكامل جـ ١٠ ص ٩٦) ثم أقطعها لاثنين من أولاده فى سنة ٤٨٤ هـ (= ١٠٩٦ م).

ولما كان شهر شعبان سنة ٤٩١ هـ (= يوليو ١٠٩٨ م، ابن ميسر طبعة ماسيه، ص ٥٤)، وقد أخذ الصليبيون فى الزحف على القدس، قام الأفضل -وكان نائب الخليفة الفاطمى فى دمشق- وحاصر البلدة ورماها "من أربعين آلة منجنيق لمدة أربعين يوما" (راجع ابن خلدون العبر جـ ٥ ص ١٨٤) فاستسلم الأخوان، غير أن الأفضل أطلق سراحهما دون أن يمس أحدهما بأذى على أنه ليس أدل على عدم إدراك المسلمين لضخامة التهديد الصليبى وخطره من أن سلجوقيا آخر اسمه "رضوان بن تتش" خرج من دمشق وعرج على نابلس لانتزاع بيت المقدس من أيدى الفاطميين، لكنه لم يكن بالقِرْن الذى يستطيع مجابهة جيش الأفضل وعاد النائب إلى مصر بعد أن خلف حامية صغيرة بالقدس.