للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(قرأ) يعنى بشكل واضح (رتل) فعادة ما يكون المرتل هو محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-] كما فى سورة القيامة آية ١٨.

والنحل آية ٩٨ {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} وسورة الإسراء، آية ٤٥ {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} وآية ١٠٦ {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا}. . إلخ، ولكننا نجد فى بعض الآيات التى نزلت فى الفترة الأولى ما يشير إلى أن اللَّه سبحانه هو الذى يقرأ الوحى (القرآن) بنفسه، كما فى سورة القيامة، آية ١٨ {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} (١).

ونسبت القراءة للمسلمين فى آية أخرى متأخرة، كما فى سورة (المزمل) فى قوله تعالى {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ {الْقُرْآنِ} وقوله أيضًا {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}. وارتبطت كلمة (قرأ) فى أربع آيات أو خمس دائمًا بكلمة (كتاب). وفى سورة (الإسراء) آية ٩٣ {. . وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} وتشير آيات ثلاث إلى الكتب المدوّنة التى تقرأ يوم القيامة (يوم الحساب) كما فى سورة (الإسراء) آية ١٤ {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} وآية ٧١ {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} وآية أخرى فى سورة (الحاقة) هى الآية رقم ١٩ {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ


= حُسْنى تناسق الشئ. . ورتَّل الكلام أحسن إبانته وتمهّل فيه، والترتيل فى القراءة الترسُّل فيها والتبيين من غير بَنحى. . قال ابن عباس: ما أعلم الترتيل إلّا التحقيق والتبيين والتمكين، أراد فى قراءة القرآن وقال مجاهد: الترتيل: الترسّل. . قال ابن عباس: ورتل القرآن ترتيلًا أى بينه تبيينًا، قال أبو اسحق والتبيين ألّا يعجل فى القراءة، والتبيين أن يبيّن جميع الحروف ويوفيها حقها من الإشباع. . وفى صفة قراءة النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] أنه كان يرتل آية آية، والترتيل ضد العجلة. . . إلخ")
(١) نفضل هنا أن ننقل ما ذكره المفسرون لهذه الآية الكريمة. يقول ابن كثير فى تفسيره: . . ثم قال تعالى {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ} أى فى صدرك وقرآنه أى أن تقرأه، {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ} إذا تلاه عليك المَلَك عن اللَّه تعالى {فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} أى فاستمع له ثم اقرأه كما أقْرأتك. .) [المترجم]