للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فى سنة ٨٠٤ هـ/ نهاية سنة ١٤٠١ م عاد تيمور إلى القوقاز عن طريق سيفاس -بغداد- تبريز. وذهب الجباه لجمع الخراج والجزية من جورجى، الذى أرسل أخاه مع الضريبة. وأعطى تيمور لجورجى أمانًا شريطة أن يزود بقوات من عنده وأن يعامل المسلمين معاملة حسنة. وفى صيف سنة ٨٠٤ هـ/ ١٤٠٢ م ذهب تيمور من قراباغ إلى منغوليا وأخذ قلعة تورتوم.

وحين عاد تيمور سنة ٨٠٥ هـ/ ١٤٠٣ م إلى إرزروم، قرر أن يعاقب جيورجى لعدم حضوره لتهنئته على نصره على بايزيد العثمانى. فأرسل جيورجى هدايا جديدة، لكن تيمور رفضها وأصر على حضور جيورجى بنفسه إليه، وفى المحرم سنة ٨٠٦ هـ/ أغسطس ١٤٠٣ م قام تيمور بنفسه بمحاصرة قلاع كورنين الحصينة التى كان يدافع عنها نازال وأخذها فى تسعة أيام. وقد قامت قوات تيمور بتخريب الإقليم عند أطراف جورجيا حتى حدود أبخازيا: "وكانت النهاية لهذا الإقليم". فلقد دُمرت سبعمائة مدينة وقرية، وتحدث مؤرخ تيمور بإطناب عن تلك المذابح وهذا الامار. ولم يوقف تيمور ذلك إلا بإرسال العلماء الجورجان ألف دينار ذهب ضُربت باسم تيمور، وألف فرس، وياقوت أحمر يزن ١٨ مثقالًا، وغير ذلك.

وأثناء مرور تيمور بتفليس قام بهدم كل الكنائس والأديرة التى كانت بها ثم ذهب إلى بَيْلَقَان (شتاء ٨٠٦ هـ/ ١٤٠٣ - ١٤٠٤ م). ولقد اعطى كل الإقليم من بيلقان إلى طرابيزون كإقطاع للأمير خليل ميرزا.

[فترة ما بعد تيمور]

انعكس الخراب والدمار الذى أحدثه تيمور فى جورجيا فى مصادر تاريخها، التى أعطتنا روايات مقتضبة عن فترة ما بعد تيمور. ولقد تحدثت المصادر الإسلامية عن حملة قام بها الشيخ إبراهيم الشروانى، صديق للأسرة الجلايرية ضد قرة يوسف، ساهم فيها قستانديل، ملك جورجستان. ولكن هذه القوات هُزمت