للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فضلًا عن التنافس العرقى الذى كان يهدده. وهكذا تصدع الصرح الصنهاجى.

وانتشر الهلاليون فى كل مكان كأسراب الجراد، يسلبون كل ما يصادفهم، وما لبثت القيروان أن سقطت فى أيديهم فقاموا بنهبها بعد هروب الأمير بيومين.

كما حاول الهلاليون تحويل هذا الاقتصاد المنهار إلى اقتصاد رعوى بكل المعوقات السياسية والاقتصادية التى توحى بها تلك الطفرة. ومن ثم، سيطرت الرجعية على نطاق واسع من الحياة الحضرية الهادئة لصالح الوجود البدوى المحفوف بالمخاطر.

وكان المعز -حتى الغزو الهلالى- يعيش حياة مترفة. وكان معلمه (ابن أبى الرجال) من أعظم الكتاب الأفريقيين وهو أيضًا شاعر وعالم فلكى ترجمت بعض أعماله إلى عدة لغات أوربية بجانب كل من اللغتين اللاتينية والعبرية. وأصبح بعد ذلك المستشار الرئيسى للمعز. وفى عهده، تلالأت المدرسة الأدبية فى القيروان بفضل بعض العظماء أمثال القزاز. أما أبو عمران الفاس، فكان من الشخصيات المتربعة على عرش الفقه المالكى.

لقد ورث المعز مملكة ضعيفة اقتصاديًا ومنفصلة سياسيًا عن جزئها الغربى وفشلت محاولته فى جمع شملها فى أعقاب سياسة والده. وبعد حكم استمر سبعًا وأربعين عامًا توفى المعز عن عمر يناهز الخامسة والستين، تاركًا لخليفته تميم مملكة منهارة اقتصاديًا ومنقسمة سياسيًا، تعم أرجائها الفوضى والاضطراب.

[المصادر]

(١) H.R.Idris: la Berbrie Orientale sous les Ziridss, Paris, ١١١٩٦٢

(٢) M.TAlibi: Drois et economie en Ifrigiya. Tuniis, ١٩٩٢

أمنية محمد رضا [م. طالبى M. Talbi]

[المعلقات]

هى مجموعة من قصائد الشعر العربى فيما قبل الإسلام، عددها المتفق عليه سبعة. وعادة جمع المختارات الشعرية شئ قديم، وقد تركت آثارها