للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأعمال الشغب على الدوام، إلى سهول أعالى الأطلنطى حيث لحقت بهم جموع عربية أخرى هنالك بمحض إختيارهم.

ولقد كانت دولة الموحدين متسعة للغاية، فهى تتضمن مناطق مختلفة فى طبيعتها، وقبائل غير موحدة تحتاج وقتًا طويلًا لتوحيدها.

ولقد كان خلفاء الموحدين عاجزين عن كبح جماح الميول الانفصالية التى فرضت نفسها على كل الجوانب. وفى النصف الأول من القرن السابع الهجرى/ الثالث عشر الميلادى انهارت دولة الموحدين. وقامت بيوتات حاكمة فى تونس (الحفصيون) وفى تلمسان (بنو عبد الواد). وانتهى المغرب الأقصى بالانسلاخ عن يد سلالة عبد المنعم، الذين حلت مكانهم أسرة بنى مرين فى الحكم.

[المرينيون]

بنو مرين، وهم فرع من بربر زنانة، دفعهم العرب الهلالية غربًا إلى هضبة وهران والى وادى مولويه الأوسط، ودخلوا فى أول الأمر فى خدمة الموحدين، ثم تحولوا ضدهم، حيث بدأت دولتهم فى التدهور والإنحلال. وبإحراز بعض الإنتصارات صاروا سادة على كل شمال المغرب. وبعد موت الخليفة سعيد، نجح قائدهم أبو يحيى (٦٤١ - ٦٥٦ هـ/ ١٢٤٣ - ١٢٥٨ م) فى الإستيلاء على فاس ومكناس والرباط وسجلماسة. ولقد مثل الإستيلاء على مراكش (٦٦٨ هـ/ ١٢٦٩ م) على يد أبى يوسف، خليفة يحيى، الانتصار الأخير لبنى مرين. ولقد حاول المرينيون، ورثة الموحدين أن يستعيدوا دولتهم سابقيهم. وفى أسبانيا، فرضوا سلطتهم على مسلمى الأندلس. وفى أفريقية، حاولوا الإستيلاء على المغرب الأوسط من بنى عبد الواد.

ولقد نجحوا، فى إسقاط تلمسان فى أيديهم، بعد محاصرتهم لست مرات خلال ستين عام، وسقوطها على يد السلطان أبو الحسن (٧٤٨ هـ/ ١٣٤٧ م). وبعد ذلك بعشر سنوات، استولى نفس الحاكم على بوجى