للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المغيرية]

جماعة من الشيعة المتطرفين، ينسبون إلى مؤسس فرقتهم "المغيرة بن سعيد البجلى" وهو أحد موالى "خالد القسرى" الذى حكم العراق من سنة ١٠٥ هـ/ ٧٢٤ م إلى سنة ١٢٠ هـ/ ٧٣٨ م.

وتصف المصادر "المغيرة" بأنه عجوز أعمى يمارس السحر والشعوذة فى الوقت الذى قامت فيه ثورته فى الكوفة فى سنة ١١٩ هـ/ ٧٣٧ م. وكان أحد أتباع "محمد الباقر"، الذى توفى فى سنة ١١٧ هـ/ ٧٣٥ م، وأخذ يقوى الاعتقاد بأن محمد بن عبد اللَّه" (النفس الزكية) سوف يعود فى صورة "المهدى". وكان من المعروف فى ذلك الوقت أن والد "محمد"، وهو "عبد اللَّه بن الحسن بن الحسن" يغذى سرا التكهنات القائلة بأن ابنه سيكون المهدى المنتظر، فاسمه واسم أبيه يتفقان مع اسم الرسول" جده الأعلى. وإلى حين ظهوره "كمهدى"، أعلن "المغيرة" أن إمامة العلويين قد ولت، وأنه أى "المغيرة" هو "الإمام". كما أنه ارتفع فى منهجه المتطرف بمقام الإمامة العلوية إلى مرتبة الألوهية، وادعى النبوة، وأعلن أن "محمد بن عبد اللَّه" أسر له بالروح القدس، والتى بوسعه عن طريقها أن يعيد الموتى إلى الحياة، ويسفى الأعمى والمجذوم. وبسبب هذه الآراء تم إعدامه وصلبه.

ويضفى المذهب الروحى للمغيرة (والذى ادعى أنه يقوم على معرفته بالاسم الأعظم للَّه، والذى اعتمد فيه على التفسير الباطنى للقرآن)، الصفات البشرية على اللَّه، ويقول بأن له أعضاء بعدد خلق أولا "ظلال" الإنسان مبتدأ بظل "محمد" و"على". وعرض على السماوات والأرض والجبال أن تمنع "عليا" (من أن يسبق محمدا)، إلا أنها أبت وعرض ذلك على الإنسان، فقبل "أبو بكر" و"عمر".

المصادر:

(١) الجاحظ: الحيوان، القاهرة، ١٩٦٥ م.