للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

و"منزل" اذن يكافئ "دار المنزلة" وهو مكان يأوى إليه الشخص وحيثما تكون الضيافة للمسافرين وعلى طول الطريق الذى يستخدمه الحجيج إلى الجزيرة العربية كان المنزل غالبًا مكانًا للتعبد مع "وقف".

وفى نهاية العصر المملوكى عند مراحل معينة كانت هناك قوافل مزودة بمطابخ وملحقات بيطرية لإقامة الكتائب الحربية. وفى العصر العثمانى بنى لالا مصطفى باشا حاكم دمشق عام ٩٧١ هـ/ ١٥٦٢ م خانا وصار المنزل بهذه الطريقة فندقًا للمسافرين بدون أمتعة أو بضائع. وقرر الخيرى (المتوفى ١٠٨٣ هـ/ ١٦٧٢ م) الذى سافر عام ١٠٨٠/ ١٦٦٩ م من المدينة المنورة إلى اسطنبول أنه كانت هناك "مرحلة" من "القنيطرة" فى "الجولان" ومنزل يستطيع الفرد أن يمكث فى خيام فى الصيف ولكنه يسكن داخل الخان فى الشتاء. وقد عانت مرحلة مدائن صالح سنة ١٠٨١ هـ/ ١٦٧١ م أحد مراكز تجمع الحجاج على طريق الحج إلى جنوب تبوك، من هجمات البدو الشرسة وقد تسببت مثل هذه الهجمات المتكررة على هذه المنازل فى منتصف القرن الثانى عشر الهجرى/ الثامن عشر الميلادى أن يقيم أسعد باشا حصنا لحماية قوافل الحج، وفى نهاية العصر العثمانى كان هناك نوعان من المضافات هما: المضافة وكانت عامة المنزل وكان خاصًا. ففى الأولى يقدم المأوى والمأكل للمسافرين على نفقة الأعيان بالتناوب وفى الثانى يقدم أصحابها استضافة متشابهة فى بيوت ويستخدمها المسافرون باستمرار نظير أجور مخفضة.

والمنزل فى وقتنا هذا يعنى مأوى أو منزلًا أو حتى شقة. وقد يصاحبها أحيانًا مصطلح يعين وظيفته بالضبط مثل "منزل الطالبات" الذى أشرفت عليه فوزية مهران فى القاهرة عام ١٩٦١ م.

[المصادر]

(١) أحمد بن طولون: القلائد الجوهرية. دمشق ١٩٤٩.

(٢) الهروى: كتاب الزيارات تحقيق، ١٩٥٧.