للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جلادستون البريطانية. ونتيجة لهذا التحول قدمت له دعوة للذهاب إلى تركيا، لباها بعد شئ من التردد.

وفى تركيا منح إبراهيم منصبًا فى وزارة التعليم، وهناك أتيح له وابنه الإطلاع على ما فى مكتبة الفاتح الشهيرة من ذخائر، إلا إن إبراهيم ظل مفتونًا بالحياة السياسية الداخلية والدولية. ومن إيحاءاتها أصدر سلسلة من المقالات باسم "المقطم" المصرية تحت اسم "أحد العثمانيين الأفاضل"، تناول فيها -بالإضافة لشرح هيكل الحكومة فى اسطنبول والنظام القضائى هناك- أسرار الشرطة السرية وما يدب فيها من رشوة وفساد. وفى ١٨٩٥ عاد لمصر حيث حاول نشر مقالاته فى كتاب لكن منع نشره.

وفى عام ١٤ إبريل ١٨٩٨ أصدر أشهر صحيفة، "مصباح الشرق"، تولى فيها مع ابنه كتابة المقالات عن الحوادث الجارية السياسية والاجتماعية، ومقطوعات أدبية مستخلصة مما اطلعا عليه فى مكتبة الفاتح. وبلغت الصحيفة أوج شهرتها فى نهاية ١٨٩٩ وبداية ١٩٠٠ بسلسلة مقالات محمد "فترة من الزمان" التى جمعت فيما بعد فى كتابه "حديث ابن هشام" وسلسلة مقالات إبراهيم "مرآة الأعلام" و"حديث عيسى بن هشام" وحين استأنف إبراهيم خوض الحياة السياسية كمستشار للخديوى، واصل ابنه محمد التأليف والكتابة. ونتيجة لذلك فقدت الصحيفة عنصر الانتقاد الذى كان سبب شهرتها، وانصرفت عن مقالاتها الأصلية إلى سرد مقالات مطولة مقتبسة من كتابات الغرب بالإضافة للإعلانات، مما أدى إلى اضمحلالها حتى توقفت نهائيًا فى أغسطس من عام ١٩٠٣ وواصل إبراهيم كتابة المقالات فى الصحف الأخرى، بل أصدر صحيفة أخرى "المشكاة" فى ١٩٠٥ ولكن المرض داهمه بعنف فى ذلك العالم، حتى وافته المنية فى يناير ١٩٠٦.

وقد وصف محمد كرد على إبراهيم المويلحى بأنه "أشهر كتاب عصره، يتميز بالمقدرة على التناول بأسلوب شيق أشد الموضوعات كآبة". وفى