للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بحفظها، عملوا جنبًا إلى جنب مع الرواة الشعر القديم وناقلى التقاليد التاريخية - الأدبية، ثم حللت هذه الحصيلة إلى أنواعها واستثمرت فى أعمال أدباء آخرين قبل أن تعود لأصلها الشفهى.

وإذا كان بعض هؤلاء الأدباء قد قنع باستخدام هذه الحصيلة كمعين لما قد يحتاجه بين الحين والآخر من ملح يزين بها أعماله، فإن آخرين قد نشطوا لجعلها أساسًا لأعمال متكاملة أضافوا فيها وزادوها ثراء، من ذلك "جماع الجواهر" للحصرى (متوفى ٤١٢ هـ/ ١٠٢٢ م). كما أن فريقًا ثالثًا قد وذكره على طرائف فئات معينة كالبخلاء (البخلاء للجاحظ) أو النساء (أخبار النساء لابن القيم الجوزية) أو المغفلين (أخبار الحمقى والمغفلين للخاقانى) أو الفرج بعد الشدة الذى يقال إن منشئه المدائنى (١٣٥ - ٢٢٨/ ٧٥٢ - ٨٤٣).

ومما يبين الاهتمام بهذا الفن أن توضع له القواعد التى ينتهجها من أراد أن يوصف بالظرف، ومواصفات الحادثة التى تتصف بالفكاهة، كما ورد فى أعمال الجاحظ والحصرى.

[المصادر]

(١) F. Rosenthal: Humor in Islam and its historical development, Leiden

د. عاطف العراقى [Ch. Pellat]

الناصر (أبو عبد اللَّه)

لقب شرفى للحاكم الرابع من أسرة الموحدين، وهو أبو عبد اللَّه محمود بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن، نودى به بعد موت أبيه فى ٢٢ ربيع الأول من عام ٥٩٥ هـ الموافق ٢٥ يناير ١١٩٩ م، وبدأ حكمه بقمع ثورة فى إقليم غماره الجبلى، واستمر مقيمًا فترة طويلة فى فاس، أعاد إبَّانها بناء سور قصبة المدينة، وعندما سمع بثورة يحيى بن إسحاق بن غانية فى أفريقية اتجه شرقًا حيث حاصر مدينة المهدية التى دخلت تحت سلطانة فى ٢٧ جمادى الأولى من عام ٦٠٢ هـ الموافق ٩ يناير ١٢٠٦ م، وعاد إلى مراكش فى العام التالى تاركًا نائبًا عنه فى ولاية