للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الإمبراطور جستنيان فى حملته الفارسية ثم جاء هرمز الثالث الذى اضطر -رغم قصر عهده- أن يحارب أصغر إخوته الذى أيده الهياطلة، فهزم أمامه وقتل، ثم جاء هرمز الرابع (٥٧٩ - ٥٩٠ م) الذى يصوره المؤرخون البيزنطيون بصورة الطاغية وإن كان قليل الذكاء، أما الطبرى فيقول أنه فى عدله فاق ما كان عليه أبوه خسرو إنو شروان وكان عطوفا على العامة ولكنه شديدًا على الأشراف الذين كرهوه هم ورجال الدين الزرادشتيون، وقد استمر العداء بينه وبين الروم من حوله وإن كان النصر للآخريين، وقد ثار عليه أعظم قواده المعروف باسم "وهرام شعريين"، وانخرط الجميع فى سلك هذه الثورة التى أفضت إلى خلع هرمز وقتله، ولقد أصبحت قصة حبه لشيرين موضوعًا تناوله بعض من كبار شعراء الفرس، أما هرمز الخامس فقد حاول أن يجمع السلطة كلها فى يده ولكنه لقى مصرعه قتلا بأمر من آخر ملوك بنى ساسان.

ويشير الطبرى وياقوت وغيرهما من الكتاب المسلمين إلى أن اسم "هرمز" حمله بعض غير من ذكرنا ولعل أشهرهم هو "الهمرزان".

انظر فى ذلك بيان الأدبان لأبى المعالى وتبصرة العوام للمرتضى.

أسامة عبد المنعم عماره [هنرى ماسيه H. Masse]

[هشام بن الحكم]

هشام بن الحكم يعتبر من أبرز أئمة "الكلام" زمن الامامين جعفر الصادق وموسى الكاظم ويُنسب إلى قبيلة كندة وولد ونشأ فى "واسط" ثم عاش بعدئذ فى الكوفة بين بنى شيبان، وقيل فيه إنه كان "جهميا" قبل تحوله إلى المذهب الشيعى على يد الإمام جعفر الصادق وإن كانت هناك أخبار تقول إنه كان على اتصال بأبى شاكر الديصانى على إنه من المؤكد أنه بعد اعتناقه المذهب الشيعى كانت له محاورات ومعارضات مع أبى شاكر ومحمد على مثل معتقده وقد توثق ما بينه وبين الإمام جعفر أولا ثم من بعده بموسى الكاظم، وكان له بالكوفة حانوت يشاركه فيه عبد اللَّه بن يزيد الإباضى وتلازما تلازما وثيقا بقية أيام حياته رغم اختلاف آرائهما