للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

السيرة المعروفة باسمه وكما فى تفسير الطبرى وما كتبه ابن سعد (١).

أما أول الوحى الحقيقى حيث ظهر الملك جبريل للنبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] فكان فى غار حراء وقد اضطرب الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] من رؤية جبريل فهرع إلى زوجته خديجة طالبا منها أن تُزمله (راجع سورة المزمل آية (١) وسورة المدثر آية (١) أيضا)، وكان أول ما نزل من القرآن الكريم هى سورة العلق {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. . . الخ} وكان ذلك فى شهر رمضان وكان هذا أثناء تحنث الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] بهذا الغار، وقد أظهر جبريل للنبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] قطعة قماش مكتوبا عليها هذه السورة وقال له اقرأ (٢).

فقال الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] ما أنا بكاتب (٣).

وفى آخر الأمر قرأ الملك الآيات فحفظها النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] (٤).

وبعد ذلك أتت (فترة) انقطع فيها الوحى فقلق الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-]، وانتهت هذه (الفترة) بنزول سورة المدثر أو سورة الضحى. وكان الملك الذى يأتى بالوحى. مرئيا من قبل النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] كما رآه آخرون (انظر البخارى: فضائل القرآن باب - ١، وبشئ من التوسع يمكن اعتبار المعراج والإسراء وحيا كما قد يفهم من آيات سورة النجم {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (٢) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى. .. .إلخ} ويتم استيعاب الوحى بالسمع، وهذا واضح من سورة القيامة، آية ١٦ وما بعدها {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (١٧) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ. . . إلخ}، وهناك سور تبدأ بكلمة (قل) أما عن حال الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-]


(١) أشارت الأحاديث الشريفة ذاتها لذلك: رؤيا الأنبياء حق "صحيح البخارى" الرؤيا جزء من ستة وأبعين جزءا من النبوة، "أصدق الرؤيا بالأسحار" الترمذى. .) (المترجم).
(٢) حكاية قطعة القماش هذه لا ندرى لها أصلا. (المترجم).
(٣) الروايات المتواترة: ما أنا بقاريء). (المترجم).
(٤) الاصرار على عدم معرفة النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] للقراءة والكتابة يبدو أنه من وضع الوضاعين بعد ذلك لإثبات معجزة للنبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] فيما يبدو. وكأنهم يريدون القول: انظروا ماذا فعل النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] الذى لا يعرف القراءة والكتابة: ؟ ! والحقيقة أن النبى [-صلى اللَّه عليه وسلم-] "الأمى" تعنى أنه نبى من غير اليهود، الذين كانوا يسمون غيرهم بالأميين أو الأمميين والآيات كثيرة تشير إلى معرفة الرسول [-صلى اللَّه عليه وسلم-] للقراءة فقد اتهمه الكفار بأن هناك من يملى عليه بكرة وأصيلا. . . الخ). (المترجم).