للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهل خراسان وما وراء النّهر عام النّفير، وفيهم يومئذ أبو بكر محمد بن عليّ القفّال الشّاشي إمام المسلمين، فوردت من عظيم الرّوم نقفور على المسلمين قصيدة ساءتهم وشقّت عليهم؛ لما كان اللّعين أجرى عليهم فيها من التّثريب وضروب الوعيد والتّهديد؛ وكان في ذلك الجمع غير واحد من الأدباء والفصحاء والشّعراء من كور خراسان وبلاد الشام ومدائن العراق وغيرها، فلم يكمل لجوابها من بينهم إلا الشيخ الإمام إمام المسلمين؛ وأنّه / أسر (١) بعد وصول جواب الشيخ إليهم فلما بلغ قسطنطينية اجتمع أحبارهم عليه يسألونه عن الشّيخ من هو ومن أيّ بلد هو، ويتعجّبون من قصيدته ويقولون: ما علمنا أنّ في الإسلام رجلا مثله؛ وأن الواردة من نقفور، لعنه الله، كانت باسم عبد الله الفضل، الإمام المطيع لله، أمير المؤمنين، رضي الله عنه، والقصيدة هذا أولّها:

من الملك الطّهر المسيحي رسالة إلى قائم بالملك من آل هاشم

١١٨٧. جواب قصيدة نقفور هذه،

للشيخ الإمام أبي محمد عليّ بن أحمد ابن سعيد بن حزم الفارسي (٢)، رضي الله عنه.

حدّثني بها شيخنا الخطيب أبو الحسن شريح بن محمد بن شريح بن محمد ابن شريح المقرئ، رحمه الله، قراءة مني عليه، قال: قال أبو محمد عليّ بن أحمد ابن سعيد بن حزم، شيخنا، رضي الله عنه، يرد على نقفور عظيم الرّوم، لعنه الله، بهذه القصيدة محتسبا في ذلك الأجر، وأولها:

من المحتمي لله ربّ العوالم ... ودين رسول الله من آل هاشم

إلى آخرها وهي مئة بيت وتسعة وثلاثون بيتا.


(١) الذي أسر هو عبد الملك بن محمد الشاشي الشاعر.
(٢) الإمام الظاهري الذي تغني شهرته عن التعريف به، وقد ساقها السبكي في طبقاته أيضا ٣/ ٢١٤ - ٢٢٢.

<<  <   >  >>