للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - إذا غضبت عليكَ بنو تميم … حَسِبْتَ الناسَ كلهمُ غِضَابَا

عارضه خالد بن يزيد الكندي، وكان مقيمًا بشعبى فقال يجاوبه (١):

١ - ألا رَغِمَتْ أُنُوفُ بَنِي تَمِيمٍ … فُسَاةِ التَّمْرِ إذْ كَانُوا غِضَابَا

٢ - لقَدْ غَضِبَتْ عَلَيَّ بَنُو تَمِيمٍ … فَمَا نَكَأَت بغَضْبَتِهَا ذبابَا

٣ - لَو اطّلَعَ الغُرَابُ عَلَى تَمِيمٍ … ومَا فيهَا مِنَ السّوْآتِ شَابَا

فقال جرير يهجوه بقوله:

أخَالِدٌ عَادَ وَعْدُكُمُ خِلابَا … ......................... إلخ

١ - قوله: "خلابًا" بكسر الخاء المعجمة، وهو الخديعة باللسان، يقال: خلبه يخلبه بالباء، وكذا اختلبه.

٦ - قوله: "شُعبى" بضم الشين المعجمة وفتح العين المهملة والباء الموحدة مقصور، اسم موضع، وألفه للتأنيث فلا ينصرف.

الإعراب:

قوله: "أعبدًا": منصوب على النداء، والتقدير: يا عبدًا، وقال النحاس: هو على وجهين: على النداء أو على أنه رآه في حال افتخار واجتراء، فقال: أتفخر عبدًا حَلَّ في شعبى غريبًا؟

فيكون عبدًا نصبًا على الحال (٢).

قوله: "حَلَّ": جملة وقعت صفة لعبد، و "في شعبى": يتعلق بحل، قوله: "غريبًا": حال من الضمير الذي في حَلَّ، "ألوُمًا" الهمزة للاستفهام على قصد التوبيخ، ولؤمًا: منصوب بفعل محذوف، أي: أتلؤم لؤمًا.

قوله: "لا أبا لك": معترض بين المعطوف والمعطوف عليه، ويذكر هذا تارة في المدح وتارة في الذم؛ كما يقال: لا أم لك، وقد يذكر في معرض التعجب دفعًا للعين كقولهم: لله درك!! (٣)، وقد يذكر بمعنى: جِدَّ في أمرك وشمر؛ لأن من له أبي يتكل عليه في بعض شأنه، وقد تحذف اللام،


(١) انظر الأبيات في خزانة الأدب (٢/ ١٨٦)، وقد ذكر هناك أن القائل هو مهجو جرير العباس بن يزيد الكندي، وليس خالدًا كما ذكر العيني، وأما خالد في قصيدة جرير فهو مرخم خالدة.
(٢) قال سيبويه: "وقال جرير (البيت) يقول: أتلؤم لؤمًا وأتغترب اغترابًا، وحذفوا الفعلين في هذا الباب؛ لأنهم جعلوه بدلًا من اللفظ بالفعل، وهو كثير في كلام العرب وأما: أعبدًا فيكون على ضربين: إن شئت على النداء، وإن شئت على قوله: أتفتخر عبدًا ثم حذف الفعل". ينظر الكتاب (١/ ٣٣٩).
(٣) في (ب): درك الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>