للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "ألم تغتمض" الهمزة للاستفهام على وجه التقرير و "عيناك": كلام إضافي فاعل تغتمض، والخطاب فيه لنفسه يدل عليه البيت الثاني, قوله: "ليلة": نصب بالنيابة عن المصدر على ما يجيء [الآن] (١) - إن شاء الله تعالى -.

قوله: "أرمدَا": صفة لموصوف محذوف، أي: مثل اغتماض رجل أرمد، وأصله: ليلة أرمدِ بجر الأرمد للإضافة، ولكن نصب للضرورة ليوافق مسهدًا في الشطر الثاني، والبيت مصرع، وقد يتغير الإعراب عن وجهه في الشعر كثيرًا.

قوله: "وبت" جملة من الفعل والفاعل، [قوله: "] (٢) كما بات": الكاف للتشبيه وما مصدرية أي: كبيتوتة السليم مسهدًا، أي: نائمًا؛ فإنه لا ينام إلا اغتماضًا، وانتصاب "مسهدًا" على الحال.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ليلة أرمد" حيث نصب ليلة النيابة عن المصدر، والتقدير: اغتماضًا مثل اغتماض ليلة الأرمد، وليس انتصابها على الظرت، ونحوه قول الشاعر (٣):

وطَعْنَة مُسْتَنْبِلٍ ثَائِرٍ … تَرُدُّ الكَتيبَةَ نِصْفَ النَّهَارِ

فإنه لا يجوز نصب نصف النهار على الظرف بل على المصدر، تقديره: ردًّا مقدار رد نصف النهار، فافهم، والله أعلم (٤).


(١) و (٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٣) البيت من بحر المتقارب، وقد نسب لسبرة بن عمرو الفقعسي في نوادر أبي زيد (١٥٥)، وانظره في المحتسب (٢/ ١٢٢)، والخصائص (٣/ ٣٢٢)، وقد روي في مراجعه: "مستبسل" بدلًا من مستنبل، والمسنتثل: الذي يستخرج النبل من الكنانة فينثرها.
(٤) قال ابن مالك: "وقد يقام مقام المصدر المبين زمان مضاف إليه المصدر تقديرًا كقول الشاعر: (البيت) أراد: ألم تغتمض عيناك اغتماض ليلة أرمد فحذف المصدر وأقام الزمان مقامه". شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>