للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

[قوله: "] (١) وتضيء": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر فيه الذي يرجع إلى البقرة التي يصفها، قوله: "في وجه الظلام" يتعلق به، قوله: "منيرة": حال من الضمير الذي في تضيء، قوله: "كجمانة البحري" الكاف للتشبيه وجمانة مجرور به، والبحري مجرور بالإضافة، قوله: "سل" على صيغة المجهول، و "نظامها": مفعول ناب عن الفاعل، والجملة صفة لجمانة.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "منيرة" فإنه حال مؤكدة لعاملها (٢).

الشاهد الحادي عشر بعد الخمسمائة (٣) , (٤)

سَلَامَكَ رَبَّنَا في كُلِّ فَجْرٍ … بَرِيئًا ما تَغَنَّثُكَ الذُّمُومُ

أقول: قائله هو أمية بن أبي الصلت عبد الله بن أبي ربيعة بن عوف بن عقدة بن غبرة بن ثقيف أبو عثمان.

ويقال: أبو الحكم الثقفي، شاعر جاهلي، قدم دمشق قبل الإسلام، وقيل: إنه كان صالحًا، وأنه كان في أول أمره على الإيمان، ثم زاغ عنه، وأنه هو الذي أراد الله بقوله: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا﴾ [الأعراف: ١٧٥] الآية.

والبيت المذكور من الوافر.

قوله: "ما تغنثك الذموم" قال الخليل: تغنثني كذا؛ أي: لاق بي، وأنشد البيت المذكور، أي: لا يليق بك، وقال أبو حيان في التكميل: معنى ما تغنثك: ما تلزق بك، قلت: ومادته غين معجمة ونون وثاء مثلثة، و "الذموم": جمع ذم وهو خلاف المدح.


(١) ما بين المعقوفين زيادة للإيضاح.
(٢) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٣٥٦).
(٣) ابن الناظم (١٣٣).
(٤) البيت من بحر الوافر من قصيدة لأمية بن أبي الصلت قالها في الجاهلية؛ لكنها تشتمل على كثير من معتقدات الإسلام، وقد سبق الحديث عنها، وسرد أبيات منها في باب لا النافية للجنس تحت الشاهد رقم (٣١٥) من شواهد هذا الكتاب، ويختمها بقوله:
فَلَا تَدْنُو جَهَنَّمُ مِن بَرِئٍ … وَلَا عَدْنٌ يَحِل بِهَا الأثِيمُ
وانظر بيت الشاهد في الديوان (٤٨٠) تحقيق الدكتور: عبد الحفيظ السطلي (دمشق)، والكتاب لسيبويه (١/ ٣٢٥)، وشرح أبيات سيبويه (١/ ٣٠٥)، ولسان العرب: "غنث، وذم، وسلم"، والخزانة (٧/ ٢٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>