للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا يسمى [تشبيهًا] (١) ملفوفًا، وهو ما أتي فيه بالمشبهين ثم أتي بالمشبه بهما.

قوله: "رطبًا" حال منه، و"يابسًا" عطف عليه، قوله: "لدى": نصب على الظرف ومضاف إلى: و"كرها"، قوله: "العناب" خبر كان، و"الحشف" بالرفع عطف عليه، و"البالي": صفته.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "رطبًا ويابسًا" فإنهما حالان، وهما مضمنان معنى الفعل، فلذلك وجب تأخيرهما (٢).

الشاهد الرابع والثلاثون بعد الخمسمائة (٣)، (٤)

اُطلُبْ وَلَا تَضْجَرَ مِنْ مَطلَبٍ … ....................................

أقول: هذا كلام المحدثين، ولا يُحتَجّ به إلا بطريق التمثيل، وتمامه:

................................ … وآفَةُ الطَّالِبِ أنْ يَضْجَرَا

وبعده:

أَمَا تَرَى الحبلَ بتكرَارِه … في الصَّخْرَة الصَّمَّاءِ قَدْ أثرا

وهو من السريع (٥)، وفي بعض نسخ ابن هشام وقع هكذا (٦):

اُطْلُب مناكَ ولا تَضْجَرَ من مطلب … ...................................

وهذا لا يناسب الشطر الثاني؛ لأنه من البسيط، وذاك من الرجز، والظاهر أن هذا إلحاق من النساخ، والدليل عليه أنَّه أنشده مثل ما أثبتناه هاهنا في كتابه المغني، وفي فوائده التي سماها التذكرة. المعنى ظاهر.


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) ينظر شرح التصريح بمضمون التوضيح (١/ ٣٨٢)، وكلام العيني فيه نظر؛ إذا أن رطبًا ويابسًا حالان من قلوب، والحامل فيهما كأن لما فيه من معنى أشبه وليس فيه حروفه.
(٣) أوضح المسالك (٢/ ١٠١).
(٤) هذا البيت لبعض المولدين، وهو من بحر الرجز المسدس، وهو أيضًا مجهول القائل، في الدرر (٤/ ١٢)، وشرح التصريح (١/ ٣٨٩)، والمغني (٣٩٨)، وشرح الأشموني (٢/ ١٨٦)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٢٤٦).
(٥) في (أ، ب): البيت من الرجز المسدس، وهذا خطأ والصحيح أنَّه من السريع.
(٦) لم أعثر على هذه الرواية في النسخ التي بين يدي، ينظر أوضح المسالك بمصباح المسالك (٢/ ٢٨٥) تحقيق: يوسف الشيخ، ومحمد البقاعي، دار المعرفة (١٩٩٤ م).

<<  <  ج: ص:  >  >>