للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "اطلب": أمر وفاعله أنت مستتر فيه، والمفعول محذوف، والتقدير: اطلب قصدك أو اطلب العلم أو اطلب مناك، مثل ما وقع في بعض النسخ.

قوله: "ولا تضجر" بفتح الراء، وهي فتحة إعراب؛ كما في قولك: لا تأكل السمك وتشرب اللبن؛ بفتح الباء وليست هي فتحة بناء؛ لأن نون التوكيد الخفيفة محذوفة؛ بأن يكون الأصل: ولا تضجرن، حذفت منه النون؛ كما في قراءة من قرأ: ﴿أَلَمْ نَشَرَحْ﴾ [الشرح: ١] بفتح الحاء (١)، وأصله: ألم نشرحن بنون التوكيد الخفيفة، وحذفت النون فبقي: ألم نشرح بالفتح (٢)، وهذا ليس بصحيح لما قلنا.

وقد قيل: إن بعض العرب ينصب الفعل بعد لم، وقراءة من قرأ: ألم نشرح بالفتح على هذه اللغة، وهي -أيضًا- شاذة (٣).

فإن قلت: ما الواو في قوله: ولا تضجر؟

قلت: للعطف عطف بها على قوله: "اطلب"؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء: ٣٦] (٤)، وقد قال الأمين المحلي: إن الجملة حالية والواو للحال، وأن: "لا" ناهية وقد غلطوا في هذا، والقول ما ذكرناه، والاستشهاد فيه، وقد ذكرناه.

الشاهد الخامس والثلاثون بعد الخمسمائة (٥)، (٦)

فأرْسَلَهَا العِرَاكَ ولمْ يَذُدْهَا … ولمْ يُشْفِقْ على نَغَصِ الدَّخَالِ

أقول: قائله هو لبيد بن عامر، وقد ترجمناه في أول ..................................


(١) هي قراءة أبي جعفر المنصور في المحتسب (٢/ ٣٦٦).
(٢) ينظر شرح التصريح بمضمون التوضيح (١/ ٣٨٩، ٣٩٠)، المغني بحاشية الأمير (٢/ ١٤٧).
(٣) ينظر المحتسب (٢/ ٣٦٦).
(٤) ينظر المغني (٣٩٨)، وشرح الأشموني (٢/ ١٨٧).
(٥) توضيح المقاصد (٢/ ١٤١).
(٦) البيت من بحر الوافر، من لامية طويلة للبيد بن ربيعة العامري، قالها يصف حيوان الصحراء يعاتب قومه؛ لأنهم أسلموا قيادتهم إلى رجل سيئ الخليقة، ومالوا عن شيمتهم المعهودة، وفي آخرها يقول:
أطعتم أمره فتبعتموه … ويأتي الغي منقطع العقال
وبيت الشاهد في ديوان لبيد (١٦٢) سلسلة شعراؤنا، وأيضًا في ديوانه (١٠٨) ط. دار صادر، وأساس البلاغة: "نغص"، والخزانة (٣/ ١٩٢)، وشرح التصريح (١/ ٣٧٢)، والكتاب لسيبويه (١/ ٣٧٢)، وابن يعيش (٢/ ٦٢)، والإنصاف (٨٢٢)، والمقتضب (٣/ ٢٣٧)، واللسان مادة: "ملك"، وروايته في الديوان بشرح الطوسي، سلسلة شعراؤنا:
فأوردها العراك ولم يذدها … ولم يشفق على نغص الدجال

<<  <  ج: ص:  >  >>