للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقريب خبره، و"منك": يتعلق بقريب.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لعل أبي المغوار" حيث جاءت فيه لعل حرف جر كما ذكرنا، وأبو المغوار بكسر الميم وسكون الغين المعجمة، يقال: رجل مغوار ومُغاور؛ أي: مقاتل (١).

الشاهد الثاني والخمسون بعد الخمسمائة (٢)، (٣)

شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحْرِ ثُمْ تَرَفَّعَتْ … متى لُجَجٍ خُضْرٍ لهنَّ نَئِيجُ

أقول: قائله هو أبو ذؤيب (٤) يصف السحاب، وهو من قصيدة جيمية من الطويل، وأولها هو قوله (٥):

١ - صَبَا صَبْوَةً بلْ لَجَّ وَهْوَ لجُوجُ … وزالتْ به بالأنْعَمَينِ حُدُوجُ

٢ - كَمَا زَال نَخْلٌ بِالعِرَاقِ مُكَمِّمٌ … أُمِرَّ لَهُ مِنْ ذِي الفُراتِ خَلِيجُ

٣ - فإنَّكَ عَمْرِي أيَّ نَظْرَةِ عَاشِقٍ … نَظَرتَ وقُدْسٌ دُونَنَا وَدَجوجُ

٤ - إلَى ظُعُنٍ كَالدَّومِ فِيهَا تَزَايُلٌ … وهِزَّةُ أَجْمَالٍ لَهُنَّ وَسيجُ

٥ - غَدَونَ عَجَالى وَانْتَحَتْهُنَّ خَزرَجٌ … مُعَفِّيَةٌ آثَارَهُنَّ هَدُوجُ

٦ - سَقَى أمَّ عَمرٍو كُلَّ آخرٍ ليلةٍ … حَنَاتِمُ سُودٌ مَاؤُهُنَّ ثَجِيجُ

٧ - إذا هَمَّ بالإقْلَاعِ هَبَّتْ لَهُ الصَّبَا … فأَعْقَبَ نشء بَعدَهَا وَخُرُوجُ

٨ - شربن .................... … ............................. إلخ

ويروى:

تَرَوَّتْ بمَاءِ البَحْرِ ثُمَّ تَنَضَّبَتْ … على حَبَشِيَّاتٍ لَهُنَّ نَئِيجُ


(١) ينظر رصف المباني للمالقي (٣٧٤، ٣٧٥).
(٢) ابن الناظم (١٤٠)، وأوضح المسالك (٢/ ١١٧)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٦) "صبيح".
(٣) البيت من بحر الطويل، وهو لأبي ذؤيب الهذلي، من قصيدة يصف فيها سحابا شرب من ماء البحر حتَّى امتلأ ثم هو يسقط هذا الماء في الصحراء ليرتوي الناس، وهذا كله بسبب الرياح، وهو معنى ديني جميل، وانظر بيت الشاهد في الخزانة (٣/ ٩٧ - ٩٩)، والخصائص (٢/ ٨٥)، والدرر (٤/ ١٧٩)، واللسان: "شرب"، والجنى الداني للمرادي (٤٣، ٥٠٥)، والمغني (١٠٥)، وشرح شواهد المغني (٢١٨)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٣٤).
(٤) انظر ديوان الهذليين (٥٠) القسم الأول، وانظر الخزانة (٧/ ٩٩) وما حمله الإمام عبد القادر على العيني في هذه الأبيات.
(٥) ينظر شرح شواهد المغني (٣١٨) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>