للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "دائبًا" أي: دائمًا.

الإعراب:

قوله: "ربه" الهاء مجرور برب، "وفتية": تمييز، والمشهور أن الضمير لا يجيء إلا مفردًا مذكرًا والمميز بحسب قصد المتكلم، يقال: ربه رجلًا، وربه امرأة، وربه رجلين ورجالًا، وربه امرأتين، وربه نساء، فيختلف المميز ولا يختلف الضمير، وهاهنا كذلك، فإن فتية جمع فتى، وقد جاء الضمير مفردًا، وعند الكوفيين أنه راجع إلى مذكور تقديرًا؛ كأن قائلًا قال: هل من رجل كريم؟ فقيل: ربه رجلًا، ولذلك ثني وجمع وأنث على حسب مميزه، فيقال: ربهما رجلين وربها امرأة، وربهم رجالًا وربهن نساء (١).

قوله: "دعوت": جملة من الفعل والفاعل، ومفعوله محذوف تقديره: دعوتهم، و "إلي": يتعلق بدعوت، و "ما" موصولة، و "يورث الحمد": جملة صلته، قوله: "دائبًا": نصب على أنه صفة لمصدر محذوف؛ أي: إيراثًا دائبًا، أو حمدًا دائمًا، قوله: "فأجابوا": عطف على قوله: "دعوت" وهي جملة من الفعل والفاعل، والمفعول محذوف، أي: فأجابوا دعائي.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ربه فتية" حيث جاء الضمير مفردًا مع كون المميز جمعًا على المشهور كما ذكرنا (٢).

الشاهد الثامن والخمسون بعد الخمسمائة (٣)، (٤)

أتُطْمِعُ فِينَا مَنْ أَرَاقَ دِماءَنَا … وَلَوْلَاكَ لَم يَعْرِضْ لأَحْسَابِنَا حَسَنْ

أقول: [قائله هو عمرو بن العاص، وهو من قصيدة] (٥) من الطويل [يخاطب بها معاوية بن أبي سفيان أولها:

١ - معاويَ إِنِّي لَم أُبَايِعْكَ فَلْتَةً … ومَا ذَاكَ مَا أَسْرَرتُ مِني كَمَا عَلَنْ


= المغني (٨٧٤)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٢٧).
(١) ينظر في هذا الخلاف شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ١٨٤).
(٢) ينظر شرح الأشموني بحاشية الصبان (٢/ ٢٠٨).
(٣) شرح ابن عقيل (٣/ ٧) "صبيح".
(٤) البيت من بحر الطويل، من قصيدة لعمرو بن العاص يخاطب بها معاوية بن أبي سفيان في أمر من أمور الحسن بن علي، وانظر البيت في شرح الأشموني (٢/ ٢٠٦)، والإنصاف (٣٦٦).
(٥) ما بين المعقوفين سقط في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>