للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - قوله: "علاوتنا" بفتح العين المهملة، يقال: كن في علاوة الريح وسفالتها، فعلاوتها: أن تكون فوق الصيد، وسفالتها: أن تكون تحت الصيد لئلا يجد الوحش رائحتك، يقال: قعد فلان في علاوة الريح، أي: في موضع مشرف يصيبه الريح، وقعد في سفالتها، أي: في موضع منخفض لا يأتي له الريح، قوله: "الخضل" بالخاء والضاد المعجمتين، أي: الرطب البلول.

الإعراب:

قوله: "فقلت": جملة من الفعل والفاعل، وقوله: "للركب": يتعلق بقلت، والقول إذا وصل باللام يكون بمعنى الخطاب، أي: خاطبت الركب، قوله: "لما" بمعنى حين ظرف، والعامل فيه "قلت"، وكلمة: "أن" مفسرة (١).

قوله: "علا بهم" جملة من الفعل والفعول بمعنى أعلتهم، والفاعل قوله: "نظرة"، قوله: "من عن يمين الحبيا": يتعلق بما قبله، و "عن" هنا بمعنى جانب، فلذلك دخل عليها حرف الجر، قوله: "قبل" بالرفع صفة للنظرة.

قوله: "ألمحة" الهمزة للاستفهام و "لمحة" منصوب بقوله: "رأى بصرى"، قوله: "من سنا برق": [يتعلق بلمحة في موضع النصب، والتقدير: ألمحة كائنة من سنا برق] (٢).

وقوله: "بصري": فاعل رأى، قوله: " [أم]: (٣) متصلة عطف بها، [قوله: "] (٤) وجه عالية على قوله: "لمحة"، قوله: "اختالت" فعل، و: "بها" في محل النصب على المفعولية، و "الكلل": فاعله، والجملة وقعت حالًا من عالية، ويروى: "اختالت به" بتذكير الضمير، فعلى هذا يكون الحال من الوجه.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "من عن يمين الحبيا" فعن هاهنا اسم مجرور بمن، ويكون في مثل هذا الموضع بمعنى جانب، والمعنى: من جانب الحبيا، وهذا كثير في الكلام (٥).


(١) علق عليه المصحح فقال: قول العيني: "أن مفسرة، الظاهر أنها مصدرية، والتقدير: وقت علو نظرة قبل بهم، ومع ذلك فشرط المفسرة ألا تسبق بصريح القول، قال د. سيد تقي معلقًا، (٩٢): "وأقول ليست أن هنا مفسرة ولا مصدرية، وإنما هي زائدة يمكن الاسثغناء عنها، فيقال: فقلت للركب لما أن علا بهم، وأن تزاد بعد لما كثير، كقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ﴾ [يوسف: ٩٦].
(٢) و (٣) و (٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٥) ينظر ابن يعيش (٨/ ٤١) وما يشترك بين الاسمية والحرفية (٧٢) وخالف كون عن هاهنا اسمًا كل من الفراء وبعض الكوفيين فقالوا ببقاء عن علي حرفيتها وعللوا لقولهم بأن "من" إنما تدخل على جميع حروف الجر عدا مذ واللام والباء وفي، وقال ابن مالك بزيادتها حينئذ. ينظر الجنى الداني (٢٤٣)، والمغني (١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>