للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأدرك إرقال العرادة ....... … ....................... إلخ

يعني: أدرك سير العرادة، "ظلعها" يعني: غمزها في مشيها، والحال أنها قد كانت جعلتني من حزيمة قدر مسافة أصبع، فالحاصل أنه لما تبعه لحقه، ولم تبق بينه وبينه إلا قدر مسافة أصبع حتى أدركه فرسه الظلع فقصرت ففاته حزيمة.

٦ - قوله: "بمنعرج اللوى" اللوى مقصور الرمل ومنعرجه، حيث انثنى منه وانعطف، قوله: "إلَّا مضيعَا" أي: إلا أمرًا مضيعًا، قوله: "الهوينى" بضم الهاء؛ أي: الرفق والدعة.

الإعراب:

قوله: "فأدرك": فعل ماض، و "ظلعها": كلام إضافي فاعله، وقوله: "إرقال العرادة": كلام إضافي منصوب لأنه مفعول لأدرك، قوله: "وقد جعلتني": جملة فعلية وقعت حالًا، "من حزيمة" أي: من جهة حزيمة، قوله: "إصبعَا": مفعول ثان لجعلتني؛ أي: قدر مسافة إصبع.

والاستشهاد فيه:

حيث حذف فيه المضاف والمضاف إليه جميعًا، وأقيم المضاف إليه الثاني الذي هو الثالث مقامهما (١).

الشاهد الثاني والسبعون بعد الستمائة (٢)، (٣)

أَكُلَّ امرئٍ تَحْسَبِينَ امْرَأً … وَنَارٍ تَوَقدُ باللّيْلِ نَارًا

أقول: قائله هو أبو دؤاد، واسمه: جارية بن الحجاج، وقيل: جريرة بن الحجاج، وقيل: جارية ابن حمران الحذاقي من إياد، وقد بسطا الكلام فيه فيما مضى (٤) وبعده:

٢ - ودَارٍ يقُولُ لَهَا الزَّائِرُو … نَ وَيْلُ أُمِّ دَارِ الحَذَاقِيِّ دَارًا

وهما من المتقارب.


(١) ينظر ابن يعيش (٣/ ٣١).
(٢) ابن الناظم (١٥٧)، وتوضيح المقاصد (٢/ ٢٨٠)، وأوضح المسالك (٢/ ٢٢٣)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٧٧) "صبيح".
(٣) البيت من بحر المتقارب، وهو لأبي دؤاد الإيادي، وهو في الفخر بالكرم، وانظر البيت في الكتاب (١/ ٦٦)، والأصول (٢/ ٥٧)، والمفصل (١٠٦)، وشرحه لابن يعيش (٣/ ٢٦)، والتصريح (٢/ ٥٦)، والأشموني (٢/ ٢٧٣)، والهمع (٢/ ٥٢).
(٤) ينظر الشاهد رقم (٥٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>