للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاستشهاد فيه:

هو ما ذكرناه.

الشاهد السابع والسبعون بعد الستمائة (١)، (٢)

................................. … بَيْنَ ذِرَاعَيْ وَجَبْهَةِ الأَسَدِ

أقول: قائله هو الفرزدق، وصدره:

يا مَنْ رَأَى عَارِضًا أُسَرُّ بِهِ … ..............................

وهو من المنسرح، وأصله: مستفعلن مفعولات [مستفعلن] (٣) مرتين، وفيه الطيّ فافهم.

قوله: "عارضًا" أي: سحابًا، قوله: "أسر به" أي أفرح به، ويروى: أكفكفه، يقال: يكفكف دمعه: يمسحه مرة بعد أخرى ليرده، ويروى: أرقت له؛ بمعنى: سهرت لأجله، قوله: "بين ذراعي" أراد بذراعي الأسد الكوكبين اللذين يدُلان على المطر عند طلوعهما، وذراعا الأسد وجبهتا الأسد: منزلتان من منازل القمر، والذراع والجبهة من أنواء الأسد.

الإعراب:

قوله: "يا من رأى" يا حرف نداء، والمنادى محذوف تقديره: يا قوم من رأى سحابًا أفرح به، ويحتمل أن يكون "من" منادى مفردًا، وعلى الأول تكون من استفهامية، و "عارضًا" مفعول رأى.

قوله: "أسر به" على صيغة المجهول، وهي جملة في محل النصب؛ لأنها صفة لقوله: "عارضًا"، قوله: "بين": نصب على الظرف، وهو معمول الرؤية دون السرور لفساد المعنى، و "ذراعي": مضاف إلى مقدر، تقديره: بين ذراعي الأسد؛ وجبهة الأسد فحذف من الأول لدلالة الثاني عليه.


(١) توضيح المقاصد (٢/ ٢٨٢).
(٢) عجز بيت من بحر المنسرح، وقد ذكر صدوه الشارح ناسيًا البيت للفرزدق؛ كما فعل بعض الشراح؛ لكن البيت ليس في ديوان الفرزدق، طبعاته الأخيرة، دار صادر، ودار الكتب العلمية، وهو في المراجع الآتية: الكتاب لسيبويه (١/ ١٨٠)، وابن يعيش (٣/ ٢١)، والمغني (٣٨٠ - ٦٢١)، وشرح شواهد المغني (٧٩٩)، والمقتضب (٤/ ٢٢٩)، وتخليص الشواهد (٨٧)، والخصائص (٢/ ٤٠٧)، وشرح عمدة الحافظ (٥٠٢)، واللسان: "بعد"، الخزانة (٢/ ٣١٩).
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>