للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الثمانون بعد الستمائة (١)، (٢)

وَحَلَقِ المَاذِيِّ والقَوَانِسِ … فَدَاسَهُمْ دَوْسَ الحَصَادِ الدَّائِسِ

أقول: قائله هو عمرو بن كلثوم، وهو من الرجز المسدس.

قوله: "الماذي" والماذية بالذال المعجمة وتشديد الياء آخر الحروف، وهو من الدروع البيضاء، ويقال: العسل الماذي هو الخالص الصافي؛ شبهت به الدروع الصافية الخالصة من الخبث، وقيل: الماذي نسبة إلى ماذي بن يافث بن نوح ﵊.

و"القوانس": جمع قونس بفتح القاف وسكون الواو وفتح النون وفي آخره سين مهملة وهو أعلى البيضة من الحديد، قوله: "فداسهم" من الدوس، "والدائس": فاعل منه.

الإعراب:

ظاهر لأن الظاهر أن قوله: "وحلق الماذي" بالجر؛ عطف على ما ذكر قبله من المجرورات من آلات الحرب، و "القوانس": عطف عليه، وقوله: "فداسهم": جملة من الفعل والفاعل -وهو الضمير المستتر فيه الذي يرجع إلى المذكور فيما قبله- والمفعول.

والاستشهاد فيه:

في قوله: "دوس الحصاد الدائس" فإن الحصاد منصوب؛ لأنه مفعول به وقع بين المضاف وهو الدوس، والمضاف إليه وهو الدائس، والدوس منصوب؛ لأنه مفعول مطلق لقوله: "فداسهم"، والتقدير: كدوس الدائس الحصاد (٣).

الشاهد الحادي والثمانون بعد الستمائة (٤)، (٥)

يَطُفْنَ بِحُوزِيّ المَرَاتِعَ لَمْ تَرْعَ … بوَادِيهِ منْ قَرْعِ القِسيّ الكنَائِنِ

أقول: قائله هو الطرماح بن حكيم الطائي، وهو من قصيدة نونية من الطويل، وأولها هو


(١) ابن الناظم (١٥٨).
(٢) البيتان من بحر الرجز المشطور، وقد نسبا لعمرو بن كلثوم، وليسا في ديوانه، وهما في شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٢٧٨)، وشرح الأشموني (٢/ ٢٧٦)، وينظر المعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (١١٨١).
(٣) ينظر شرح الأشموني (٢/ ٢٧٦)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٢٧٨).
(٤) ابن الناظم (١٥٨).
(٥) البيت من بحر الطويل، وهو من قصيدة للطرماح بن حكيم في ديوانه (٤٧٣)، تحقيق: د. عزة حسن، وانظر الشاهد أيضًا في شرح التصريح (٢/ ٥٧)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>