للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - قوله: "عَتَوْا": من عتى يعتو، قال أبو عبيدة: كل مبالغ من كبر أو فساد أو كفر فقد عتى يعتو عتيًّا، قوله: "إلى السلم" بكسر السين؛ أي: إلى الصلح، و"البغاث" بتثليث الباء الموحدة والغين المعجمة وفي آخره ثاء مثلثة، وهو طائر ضعيف يُصاد ولا يصطاد، و "الأجادل": جمع أجدل وهو الشقراق، وقال الجوهري: الأجدل: الصقر (١).

٢ - قوله: "جدير" أي: لائق، قوله: "بُهلك" [بضم الهاء] (٢) أي: بهلاك.

الإعراب:

قوله: "عَتَوْا": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر فيه، قوله: "إذ": ظرف بمعنى حين أضيف إلى الجملة - أعني: "أجبناهم"، و "إلى السلم" يتعلق بها.

قوله: "رأفة": نصب على التعليل، أي: لأجل الرأفة والشفقة، قوله: "فسقناهم": عطف على قوله: "عتوا" والفاء للسببية لأن عتوهم كان سببًا لسوقهم إياهم.

قوله: "سوق" نصب لأنه مفعول مطلق وهو مضاف إلى الأجادل، و "الأجادل" مجرور بالإضافة، و "البغاث" نصب على أنه مفعول، ولكنه فصل به بين المضاف والمضاف إليه.

قوله: "ومن": شرطية، وقوله: "يلغ": من الإلغاء مجزوم لأنه فعل الشرط، و "أعقاب الأمور": كلام إضافي مفعول يلغ، قوله: "فإنه": جواب الشرط، والضمير اسم إن، وخبره قوله: "جدير بهلك": يتعلق به، قوله: "آجل" بالجر صفة لقوله: "بهلك"، وقوله: "أو معاجل": عطف عليه.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "سوق البغاث الأجادل" فإن البغاث كما ذكرنا مفعول، وقد وقع فصلًا بين المضاف -أعني: "سوق"، والمضاف إليه- أعني: "الأجادل" فافهم.

الشاهد الثالث والثمانون بعد الستمائة (٣)، (٤)

لَئِنْ كَانَ النِّكَاحُ أَحَلَّ شيء … فإِنَّ نِكَاحَهَا مَطَرٍ حَرَامُ

أقول: قائله هو الأحوص، واسمه محمد بن عبد الله بن عاصم الأنصاري، وهو من قصيدة


= عمدة الحافظ (٤٩١)، وقد نسبا فيه لبعض الطائيين، وانظر أيضًا شرح التصريح (٢/ ٥٧)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٧٧١).
(١) الصحاح مادة: "جدل".
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٣) ابن الناظم (١٥٨)، وأوضح المسالك (٢/ ٢٣٤).
(٤) البيت من بحر الوافر، وهو من قصيدة للأحوص، يهجو رجلًا قبيحًا تزوج امرأة جميلة، وانظر الديوان (١٤٧) =

<<  <  ج: ص:  >  >>