للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "امتياحًا": نصب على الحال؛ أي: تسقي ندى ريقتها المسواك حال كونها ممتاحة [أي: متسوكة] (١) أو يكون منصوبًا بنزع الخافض، أي: عند الامتياح، ويجوز أن يكون فاعل تسقي. قوله: "ندى ريقتها"، و"المسواك" مفعوله الأول، وقوله: "امتياحًا" مفعولًا ثانيًا، ويكون الامتياح الريق الحاصل من فمها؛ لأن الامتياح هو أخذ الماء من البئر، قوله: "كما" الكاف للتشبيه وما مصدرية، و "تضمن": فعل، و "الرصف": فاعله، و "ماء المزنة": كلام إضافي مفعوله، والتقدير: كتضمن الرصف ماء المزنة وهو المطر.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "المسواك" فإنه منصوب على المفعولية، فصل به بين المضاف وهو قوله: "ندى" وبين المضاف إليه، وهو "ريقتها"، والتقدير: تسقي ندى ريقتها المسواك (٢).

الشاهد التاسع والثمانون بعد الستمائة (٣)، (٤)

أَنْجَبَ أَيَّامَ وَالِدَاهُ بِهِ … إِذْ نَجَلَاهُ فَنِعْمَ مَا نَجَلَا

أقول: قائله هو الأعشى ميمون بن قيس يمدح به سلامة ذا فايش.

قوله: "أنجب أيام والداه"، ويروى: "أزمان والداه"، ويروى: "أنجب أيام والديه به"، قوله: "أنجب": من أنجب الرجل إذا ولد نجيبًا، قوله: "إذ نجلاه" بالنون والجيم؛ أي: إذ نسلاه؛ من النجل وهو النسل، ونجله أبوه؛ أي: ولده، قوله: "فنعم ما نجلا" أي: فنعم ما ولدا؛ يعني: أبوي سلامة قد ولدا ولدًا كريمًا.


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٢٧٨).
(٣) ابن الناظم (١٥٩)، وتوضيح المقاصد (٢/ ٢٩٢)، وأوضح المسالك (٢/ ٢٣٠).
(٤) البيت من بحر المنسرح، ولم يشر العيني إلى بحره العروضي، وهو من قصيدة طويلة للأعشى يمدح بها سلامة ذا فايش، وأولها شاهد في النحو على حذف خبر إن، وهو قوله:
إن محلًّا وإن مرتحلًا … ..................................
ومما قاله:
يا خير من يركب المطي ولا … يشرب كأسًا بكف من بخلا
وانظر بيت الشاهد في المحتسب (١/ ١٥٢)، وشرح عمدة الحافظ (٤٩٤)، ومجالس ثعلب (٩٦)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٥٣)، والدرر (٥/ ٤٩)، واللسان: "نجل"، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٦٤٨)، وروايته في الديوان ط. دار الكاتب العربي أولى (١٩٦٨)، بشرح إبراهيم جزيني (١٧٢)، وط. المكتب الشرقي بيروت (٢٧١)، تحقيق: د. محمد محمد حسين.
أنجب أيام والديه به … إذ نجلاه فنعم ما نجلا

<<  <  ج: ص:  >  >>