للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد المتمم للسبعمائة (١)، (٢)

بِأَيِّ تَرَاهُمُ الأَرَضِينَ حَلُّوا … .............................

أقول: لم أقف على اسم قائله، وتمامه:

............................. … آلدَّبَرَانِ أم عسَفُوا الكِفَارا؟

وقبله هو قوله:

ألَا يَا صَاحِبَيَّ قِفَا المَهَارَا … نسائلْ حِبّ بَثْنَةَ أين سارَا؟

وهما من الوافر.

قوله: "المهارا" بفتح الميم؛ جمع مهرية، وهي الإبل المنسوبة إلى مهرة بلد باليمن، وبلاد مهرة ليست بها نخيل ولا زرع، وإنما أموال أهلها الإبل، وينسب إليها النجب المفضلة، وألسنة أهلها مستعجمة لا يكاد يوقف عليها، [قوله: "حِبّ" بكسر الحاء؛ أي: محبوبي] (٣)، و "بثنة": بفتح الباء الموحدة وسكون الثاء المثلثة وفتح النون وهو عطف بيان عن حب، قوله: "آلدبران" بفتح الدال المهملة، وهو اسم موضع، وكذلك: "الكِفار": اسم موضع، وهو بكسر الكاف.

الإعراب:

قوله: "بأي": تتعلق بقوله: "حلُّوا"، وهو مضاف إلى "الأرضين"، و"تراهم": "معترض بينهما، قوله: "آلدبران" الهمزة للاستفهام، وفيه إضمار، والتقدير: هل حلوا بالدبران أم عسفوا؟ أي: أم توجهوا نحو الكفار؟ و "أم" هذه متصلة لمعادلتها الهمزة في إفادة التسوية.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "بأيِّ تراهم الأرضين" فإن التقدير فيه: بأي الأرضين تراهم حلوا، ففصل بقوله: "تراهم" بين قوله: "بأي" الذي هو مضاف، وبين قوله: "الأرضين" الذي هو مضاف إليه (٤).


(١) توضيح المقاصد (٢/ ٢٩٥).
(٢) البيت بلا نسبة في الدرر (٥/ ٥٠)، وشرح التصريح (٢/ ٦٠)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٥٣)، وشرح الأشموني بحاشية الصبان (٢/ ٢٧٩)، والارتشاف (٢/ ٥٣٥).
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٤) قال الأشموني معلقًا عليه: "أي الذي يستقيم المعنى المراد بدونه، وليس المراد الملغي بالمعنى المصطح عليه، لأن ترى في البيت عامل في المفعولين، وهما لضمير وحلوا". شرح الأشموني بحاشية الصبان (٢/ ٢٧٩)، وينظر الارتشاف (٢/ ٥٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>