للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الخامس والعشرون بعد السبعمائة (١)، (٢)

حَذِرٌ أمورًا لَا تَضِيرُ وَآمِنٌ … مَا ليسَ مُنْجِيَهُ منَ الأقْدَارِ

أقول: قائله هو أبو يحيى اللاحقي (٣)، قال المازني: زعم أبو يحيى أن سيبويه سأله: هل تعدي العرب فعلًا؟، قال: فوضعت له هذا البيت وعملته له ونسبته إلى العرب وأثبته في كتابه، وكان هذا اللاحقي غير موثوق به (٤).

وهو من الكامل.

قوله: "حذر" أي: خائف، وهو بفتح الحاء وكسر الذال، قوله: "لا تضير": من ضار يضير، بمعنى: ضرّ يضرّ، والظاهر من البيت أنَّه ذم، ويحتمل أن يكون مدحًا يمدحه بكثرة الحذر، قوله: "منجيه": اسم فاعل من أنجي إنجاء، و"الأقدار": جمع قدر.

الإعراب:

قوله: "حذر": مرفوع على أنَّه خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو حذر، وقوله: "أمورًا": مفعوله، وقوله: "لا تضير": في موضع نصب على الصفة لأمور، والتقدير: حذر أمورًا غير ضائرة، قوله: "وآمن": عطف على حذر، وقوله: "ما": مفعول لقوله: "آمن" لأنه بمعنى المضارع، ولا يكون بمعنى المضي؛ لأن الحذر والآمن إنما يكونان فيما يأتي، وأما ما مضى فقد علم وما بمعنى الَّذي، و"ليس إلى آخره": صلته، واسم ليس ضمير فيها عائد على ["ما" بحكم الصلة] (٥).

و"منجيه": كلام إضافي خبر ليس، والهاء فيه يرجع إلى ما يرجع الضمير الَّذي في ليس، وقوله: "من الأقدار": متعلق بمنجيه، و"منجيه": اسم فاعل مضاف إلى الهاء، والهاء في موضع نصب لأن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال وأضيف كانت إضافته غير


(١) ابن الناظم (١٦٤)، وتوضيح المقاصد (٣/ ٢٣)، وشرح ابن عقيل (٣/ ١١٤) "صبيح".
(٢) البيت من بحر الكامل، مروي عن اللاحقي، وانظره في الكتاب (١/ ١١٣)، والمقتضب (٢/ ١١٦)، وابن الشجري (٢/ ١٠٧)، والخزانة (٣/ ٤٥٦)، وابن يعيش (٦/ ٧١).
(٣) هو أبان بن عبد الحميد اللاحقي، شاعر مطبوع لكنه مطعون في دينه، اتصل بالبرامكة، ومدح بني هاشم، واحتال حتَّى وصل إلى بلاط هارون الرشيد، يقول:
فأبناء عباس هم يرثونه كما … النعم لابن العم في الأرث قد حجب
انظر الخزانة (٨/ ١٧١ - ١٧٦).
(٤) ينظر الخزانة (٣/ ٤٥٦).
(٥) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>