للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - قوله: "بانت": من البين، و "عفارة": اسم امرأة يحتمل أن تكون هي الجارة أو غيرها، فإن كانت عينها فقد انتقل من الإخبار إلى الخطاب بقوله: يا جارتا، والجارة ها هنا زوجته، وأصله: يا جارتي، فأبدل من الكسرة فتحة، فانقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ويجوز أن تكون الألف فيها ألف الندبة، فلما وصلها حذف الهاء، فكأنه لما فقدها ندبها.

٢ - قوله: "غراره" بالغين المعجمة؛ من الغرة، "والعَرارة" بفتح العين المهملة، وهو شجر له نور أصفر يكون قدر شبر، "والأريكة" السرير المتخذ في حجلة، ويجمع على: أرائك.

الإعراب:

قوله: "بانت": فعل، و "عفاره": فاعله، واللام في: "لتحزننا" للتعليل، قوله: "يا جارتا": منادى منصوب؛ لأنَّه مضاف؛ إذ أصله: يا جارتي؛ كما نقول؛ يا غلامي ثم نقول: يا غلامًا.

قوله: "ما أنت" ما نافية، و "أنت": مبتدأ، و "جاره": خبره، ويروى: ما كنت جاره، فهذا يؤكد (١) معنى النفي، ويجوز أن تكون ما استفهامًا في موضع الرفع على الابتداء، وأنت خبره، وجاره يكون تمييزًا، والمعنى: عظمت من جارة.

[الاستشهاد فيهِ:

في قوله: "ما أنت جارة! " حيث يدل على التعجب؛ إذ التقدير: عظمت من جارة] (٢) كما ذكرنا (٣).

الشاهد الثامن والخمسون بعد السبعمائة (٤)

يَا هَيْء مَا لِي مَن يُعَمِّر يُفْنِهِ … مَرَّ الزَّمَانِ عَلَيهِ وَالتَّقْلِيبُ

أقول: قائله هو جميح بن الطماح الأسدي، ويقال: نافع بن لقيط الأسدي؛ قاله ابن بري، وعن أبي الحسن الأخفش عن ثعلب أنَّه لنافع بن نويفع الفقعسي (٥)، وهو من قصيدة طويلة من الكامل، وأولها هو قوله:

١ - بَانتْ لِطَيِّبِهَا الغدَاةَ جَنُوبُ … وَطَرِبْتَ أَنَّكَ مَا عَلِمْتُ طَرُوبُ


(١) في (ب): يؤيد.
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٣) ينظر شرح الأشموني بحاشية الصبان (٣/ ١٧).
(٤) ابن الناظم (١٧٦).
(٥) البيت من بحر الكامل، وقد اختلف في قائله على ما ذكره الشارح، وهو في التحسر من طول العمر ومرور الزمان على الإنسان، وانظر البيت في الصحاح للجوهري: "هيأ".

<<  <  ج: ص:  >  >>