للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعنى: صبحك الله بكلمة [نعم] (١) منسوبة إلى الطائر الميمون (٢).

قلتُ: هذا تكلف، والأَوْلى حمله على الشذوذ (٣).

الشاهد الثاني والسبعون بعد السبعمائة (٤)، (٥)

عَمْرُكَ مَا لَيْلِي بِنَامَ صَاحِبُهْ … وَلَا مُخَالِطَ اللَّيانِ جَانِبُهْ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الرجز المسدس، فإذا حركت الهاء يكون من مربع الكامل (٦).

و"الليان" بفتح اللام وتخفيف الياء آخر الحروف؛ مصدر من اللين، يقال: فلان في ليان من العيش، أي: لين الجانب، وكذلك فلان ملينه.

الإعراب:

قوله: "عمرك": قسم ويمين بدليل ما روي في رواية: والله ما ليلى بنام" صاحبه، وهو مبتدأ محذوف الخبر تقديره: عمرك قسمي أو يميني، وكلمة ما نافية بمعنى ليس، وقوله. "ليلى":

كلام إضافي اسمه.

وقوله: "بنام صاحبه": خبره بالتأويل، تقديره: ما ليلي بليل مقول فيه نام صاحبه؛ فلما حذف الخبر أقيم قوله: "نام صاحبه" مقامه، وأدخلت فيه الباء التي كانت في الخبر، قوله: "ولا مخالط الليان" عطف على المنفي قبله، وهو كلام إضافي، قوله: "جانبه" مرفوع لأنه اسم لا التي بمعنى


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) قال ابن الناظم: "وأما قوله: "بنعم طير" فهو على الحكاية ونقل الكلمة عن الفعلية إلى جعلها اسمًا للفظ كما في قوله ﷺ: "وأنهاكم عن قيل وقال": "والمعنى: صبحك الله بكلمة نعم منسوبة إلى الطائر الميمون". ينظر ابن الناظم (١٨٢).
(٣) ذهب البصريون والكسائي إلى أن نعم وبئس فعلان، وذهب الفراء وأكثر الكوفيين إلى أنهما اسمان واستدلوا على ذلك بدخول حرف الجر عليهما كقول بعض العرب عن ابنته: "واللَّه ما هي بنعم الولد" وكقول الشاعر في بيت الشاهد، وأوله البصريون كما ذكره العيني أو يحمل على الشذوذ. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٥)، وابن يعيش (٧/ ١٢٧)، وتوضيح المقاصد (٣/ ٧٥).
(٤) ابن الناظم (١٨٢).
(٥) بيتان من بحر الرجز المشطور، أيضًا، وهما مجهولا القائل في أكثر المراجع، وقد نسبا في شرح أبيات سيبويه (٢/ ٤١٦) لأبي خالد الفناني، وانظرهما بلا نسبة في أسرار العربية (٩٩)، الإنصاف (١١٢)، والخصائص (٢/ ٣٦٦)، والدرر (١/ ٧٦)، (٦/ ٤١٦)، وابن يعيش (٣/ ٦٢)، واللسان "نوم"، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٦)، (٢/ ١٢٠).
(٦) في هامش الخزانة جاء قوله: "قول العيني يكون من مربع الكامل، هذا سهو كما هو ظاهر".

<<  <  ج: ص:  >  >>