للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الحادي والتسعون بعد السبعمائة (١)، (٢)

تَزَوَّدْ مِثْلَ زَادِ أَبِيكَ فِينَا … فَنِعْمَ الزَّادُ زَادُ أَبِيكَ زَادَا

أقول: قائله هو جرير، وهو من قصيدة يمدح بها عمر بن عبد العزيز ، وقبله هو قوله (٣):

١ - منْ عَبْدِ العَزِيزِ لَقِيتُ بَحْرًا … إِذَا نَقَصَ البُحُورُ المَدِّ زَادَا

٢ - فَسُدْتَ النَّاسَ قَبْلَ سِنِينَ عَشْرًا … كَذَاكَ أَبُوكَ قَبْلَ العَشْرِ سَادَا

٣ - وَثَبْتُ الفُرُوع فَهُنَّ خُضْرٌ … وَلَوْ لَمْ تُحْيِي أَصْلَهُمْ لَبَادَا

٤ - تزود مثل ............... … ...................... إلى آخره

وبعده:

٥ - فَمَا كَعْبُ بْنُ مَامَةَ وابْنُ سعْدَى … بِأَجْوَدَ مِنْكَ يَا عُمَرَ الجَوَادَا

وهي من الوافر قوله: "تزود": أمر من تزود يتزود تزودًا، والباقي ظاهر.

الإعراب:

قوله: "تزود": جملة من الفعل والفاعل وهو أنت المستتر فيه، قوله: "مثل زاد": كلام إضافي نصب على أنه صفة لمصدر محذوف، أي: تزود تزودًا مثل زاد، و "أبيك" أيضًا؛ كلام إضافي مجرور بإضافة زاد إليه، ويقال: "مثل": نصب على الحال من زاد لأنه نعت نكرة تقدم عليها.

قوله: "فينا": يتعلق بقوله: "زادًا" لأنه في الأصل مصدر، قاله الفراء (٤)، قوله: "فنعم الزاد": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "زاد أبيك": كلام إضافي مخصوص بالمدح وهو مبتدأ،


(١) توضيح المقاصد (٣/ ٩١)، وشرح ابن عقيل (٣/ ١٦٤)، وموضع البيت بياض في (أ).
(٢) البيت من بحر الوافر، من قصيدة لجرير بن عطية يمدح بها عمر بن عبد العزيز (ديوانه (١١٨) ط. دار المعارف) وانظر بيت الشاهد في الديوان بشرح مهدي ناصر (١٠٥) وبيت الشاهد فقط هو الذي في الديوان، وباقي الأبيات غير موجودة في نفس الصفحة، والمقتضب (٢/ ١٥٠)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ١٥)، والمغني (٤٦٢)، والخصائص (١/ ٨٣، ٣٩٦)، وشواهد التوضيح (١٠٩)، وابن يعيش (٧/ ١٣٢)، وشرح شواهد المغني (٧٥)، والخزانة (٩/ ٣٩٤، ٣٩٩).
(٣) الديوان بشرح مهدي ناصر (١٠٥) وبيت الشاهد فقط هو الذي في الديوان وباقي الأبيات غير موجودة في الديوان، و (١١٧) ط. دار المعارف، تحقيق: د. نعمان طه، وإن كانت الأبيات غير موجودة في ذلك الموضع لكنها في (١٠٥٦).
(٤) قال ابن يعيش: "ويجوز أن يكون مصدرًا مؤكدًا محذوف الزوائد، والمراد: تزود تزودًا وهو قول الفراء". ينظر ابن يعيش (٧/ ١٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>