للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "إذا" للشرط، وقوله: "أرسلوني": جملة من الفعل والفاعل والمفعول وقعت فعل الشرط، و "عند": نصب على الظرف، و "تعذير حاجة": كلام إضافي وقع مضافًا إليه.

قوله: "أمارس": جملة من الفعل والفاعل وقعت جوابًا للشرط، وقوله: "فيها" يتعلق بقوله "كنت" (١) والضمير المتصل به اسم كان، وخبره الجملة أعني قوله: "نعم الممارس".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "كنت نعم الممارس" فإن نعم كلمة المدح، و"الممارس" بالرفع فاعل، والمخصوص بالمدح مقدم، وهو الضمير في كنت، قال ابن مالك: إذا دخل الناسخ على المخصوص يجوز تقديمه على نعم كقوله:

إذا أسلوني ............ … ............... إلى آخره

ويجوز تأخيره إلا في باب "إن" على ما يأتي الآن (٢)، وقال ابن أم قاسم: يجوز دخول نواسخ الابتداء عليه؛ أي: فعل المدح، ثم أنشد البيت المذكور (٣).

الشاهد الخامس والتسعون بعد السبعمائة (٤)، (٥)

إِنَّ ابْنَ عَبْدَ الله نِغـ … ـمَ أَخُو النَّدَى وابْنُ العَشِيرَهْ

أقول: قائله هو أبو دهبل (٦) الجمحي، وأوله (٧):

١ - يَا نَاقُ سِيرِي واشْرُقِي … بِدَمٍ إِذَا جِئْتُ المُغِيرَهْ

٢ - يَا نَاقُ ثُمَّ عَنَقتِ مِنْ … دَلجْي ومِنْ نَصّ الظّهيرَهْ


(١) أما قوله: في جملة: "أمارس" إنها جواب الشرط، فليس بصحيح، بل هي حال من ياء المتكلم في أرسلوني، والمعنى: أرسلوني معالجًا لها مختالًا فيها، وأما قوله: "فيها" متعلق بليت فليس بصحيح، بل هو متعلق بأمارس.
(٢) شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ١٧).
(٣) توضيح المقاصد (٣/ ١٠١، ١٠٢).
(٤) توضيح المقاصد (٣/ ١ - ٣) والبيت موضعه بياض في (أ).
(٥) البيت من مجزوء الكامل، وهو لدهبل الجمحي، من قصيدة يمدح بها المغيرة بن عبد الله بن خالد، ديوانه (٩٦)، وهو يخاطب ناقته أن تجد في السير لتصل إلى ممدوحه، ولا يهمه بعد ذلك أن تموت، فإن ممدوحه سيعوضه خيرًا منها، وانظر بيت الشاهد في شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ١٨)، وشرح عمدة الحافظ (٧٩٣)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٨٧)، والأشموني (٣/ ٢٨)، والدرر (٥/ ٣١٧)، والخزانة (٩/ ٣٨٨).
(٦) هو وهب بن زمعة بن أسد من أشراف بني جمح بن غالب (ت ١٢٦ هـ) ينظر الأعلام (٨/ ١٢٥).
(٧) ديوان أبي دهبل الجمحي، رواية أبي عمرو الشيباني (٩٦)، تحقيق: عبد العظيم عبد المحسن (١٩٦٢ م) بغداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>