للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد السابع بعد الثمانمائة (١)، (٢)

كَأَنَّ صُغْرَى وَكُبْرَى مِنْ فَقَاقِعِهَا … حَصْبَاءُ دُرٍّ عَلَى أَرْضٍ مِنَ الذَّهَبِ

أقول: قائله هو أبو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح المعروف بأبي نواس الحكمي الشاعر المشهور، وقد ذكرنا ترجمته مستوفاة فيما مضى في أوائل الكتاب.

وهو من البسيط.

قوله: "صغرى": تأنيث الأصغر، وكذلك "كبرى": تأنيث الأكبر، و "الفقاقع" بفتح الفاء والقاف وبعد الألف قاف مكسورة وفي آخره عين مهملة، وهي الانتفاخات التي ترتفع فوق الماء، و"الحصباء": الحصى.

الإعراب:

قوله: "كأن": من الحروف المشبهة بالفعل، وقوله: "صغرى": اسمها، و "كبرى": عطف عليه، قوله: "من فقاقعها": يتعلق بمحذوف؛ أي: كأن كبرى وصغرى الحاصلتين من فقاقعها.

قوله: "حصباء در": كلام إضافي خبر كأن، قوله: "على أرض" يتعلق بمحذوف، أي: در كائن على أرض، قوله: "من الذهب": جار ومجرور وقع صفة لأرض، و "من" للبيان.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "صغرى وكبرى" فإنه قد قيل: إنه لحن لأن اسم التفضيل إذا كان مجردًا من أل والإضافة يجب أن يكون مفردًا مذكرًا دائمًا؛ فتأنيثه لحن كما في البيت المذكور، وقد اعتذروا عن هذا بأن أفعل العادي إذا كان مجردًا عن معنى التفضيل جاز جمعه، فإذا جاز جمعه جاز تأنيثه (٣).


(١) البيت غير موجود بابن الناظم، ولا في شرح ابن عقيل، وهو في توضيح المقاصد (٣/ ١٢٤) والبيت موضعه بياض في (أ).
(٢) البيت من بحر البسيط، من قصيدة لأبي نواس في وصف خمر وجارية ساقية، ومطلعها:
ساعٍ بكأس إلى ناس على طرب … كلاهما عجب في تنظر عجيب
فاتت تريني وأمر الليل مجتمع … صبحًا تولد بين الماء والعنب
وولاهما بيت الشاهد، وانظره في ديوان أبي نواس (٧٢) تحقيق: أحمد الغزالي، الخزانة (٨/ ٢٧٧)، وابن يعيش (٦/ ١٠٢)، وشرح الأشموني (٣/ ٥٢)، والمغني (٣٨٠).
(٣) من أحوال اسم التفضيل أن يكون مجردًا من أل والإضافة، وحكمه في هذه الحالة وجوب إفراده وتذكيره والإتيان بعده بمن جارة للمفضول عليه لفظًا أو تقديرًا، وفي هذا البيت جاء اسم التفضيل مؤنثًا فلحن الشاعر، وقد اعتذروا عن هذا، قال ابن يعيش: "والاعتذار عنه أنه استعمل استعمال الأسماء لكثرة ما يجيء منه بغير تقدم موصوف نحو: صغيرة =

<<  <  ج: ص:  >  >>