للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و "من" اسم منكور، و"أثرى": صفة لموصوف محذوف (١)، وأقيمت الصفة مقامها، وكذلك: "من أقترا"، ولا يجوز أن يكون من بمعنى الذي؛ لأن حذف الموصول لا يجوزا، وحذف الموصوف يجوز. فافهم (٢).

الشاهد السابع والعشرون بعد الثمانمائة (٣)، (٤)

كَأَنَّ حَفِيفَ النَّبلِ مِنْ فَوْقِ عَجسِهَا … عَوَازِبُ نَحْلٍ أَخْطَأَ الغَارَ مُطْنِفُ

أقول: قائله هو الشنفرى عمرو بن براق، وهو من الطويل.

قوله: "حفيف النبل" بالحاء المهملة، وهو دوي ذهابه، وكذا حفيف الفرس: دوي جريه، وحفيف الطير: دوي جناحيه، و "النبل": السهم، قوله: "عجسها" أي: عجس القوس، وهم مقبضها، قال الجوهري: العَجْس والعُجْس والعجْس: مقبض القوس، وكذلك المعجس، مثل: المجلس، ومادته: عين مهملة وجيم وسين مهملة.

قوله: "عوازب": جمع عازبة؛ من عزبت الإبل إذا أبعدت في المرعى لا تروح، والنحل مشهور، قوله: "مطنف" بضم الميم وسكون الطاء المهملة وكسر النون وفي آخره فاء، قال الجوهري: الطنف بالتحريك: الحد من الجبل ورأس من رؤوسه، والمطنف: الذي يعلوه، ثم قال: قال الشنفرى: وأنشد البيت المذكور (٥).

الإعراب:

قوله: "كأن": من الحروف المشبهة بالفعل وهي للتشبيه، قوله: "حفيف النبل": كلام إضافي اسمها، وقوله: "عوازب نحل": كلام إضافي -أيضًا- خبرها، قوله: "من فوق عجسها" في محل النصب حال من النبل، قوله: "أخطأ": فعل ماض، وقوله: " مطنف"


(١) في (أ، ب): صفة موصوف محذوف.
(٢) يكثر حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه بشرط أن يكون النعت صالحًا لمباشرة العامل، أو يكون المنعوت بعض اسم مخفوض بمن أو في، فإن لم يصلح ولم يكن المنعوت بعض ما قبله من مجرور بمن أو في، امتنع إقامة النعت مقام المنعوت إلا في الضرورة؛ كما في البيت المذكور؛ إذ التقدير: من بين أثري ومن أقترا فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه. ينظر توضيح المقاصد (٣/ ١٥٤) وما بعدها، وشرح الأشموني (٣/ ٧٠).
(٣) توضيح المقاصد (٣/ ١٤١)، والبيت موضعه بياض في (أ).
(٤) البيت من بحر الطويل، وهر من قصيدة للشنفرى الأزدي، في دورانه (٥٤) بشرح إميل بديع يعقوب، وانظره في شرح الأشموني (٣/ ٦٣).
(٥) الصحاح مادة: "طنف".

<<  <  ج: ص:  >  >>