للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "الذلفاء" بفتح الذال المعجمة وبعد اللام الساكنة فاء، وهي اسم امرأة هاهنا ولكنه منقول من الذلف بتحريك اللام، وهو صغر الأنف واستواء الأرنبة، تقول: رجل أذلف بيِّن الذلف، وقد ذلف، وامرأة ذلفاء من نسوة ذُلْف بضم الذال وسكون اللام، قال الجوهري: ومنه سميت المرأة، قال الشاعر (١):

إِنمَا الذلْفَاءُ يَاقُوتَةٌ … أُخرجَتْ مِنْ كيسِ دَهْقَانِ (٢)

قوله: "أكتعا" من ألفاظ التأكيد، مأخوذ من قوله: "أتى عليه حول أكتع"؛ أي: تام.

الإعراب:

قوله: "يا ليتني" يا حرف نداء، والمنادى محذوف تقديره: يا قوم ليتني، وقد يقال إن "يا" في مثل هذه المواضع تكون لمجرد التنبيه فلا يحتاج إلى تقدير منادى، و "ليت": كلمة تمن، والضمير المتصل به اسمه، والجملة أعني قوله: "كنت صبيًّا": خبره، وصبيًّا: خبر كان، واسمه الضمير المتصل به، و "مرضعًا": صفة لـ"صبيّا".

قوله: "تحملني": جملة من الفعل والمفعول، و "الذلفاء" هو الفاعل، و "حولًا" نصب على الظرف، و "أكتعًا " تأكيده، قوله: "إذا" للشرط، و "بكيت": فعل الشرط، وقوله: "قبلتني": جواب الشرط، و "أربعًا": صفة لمصدر محذوف تقديره: تقبيلًا أربعًا.

قوله: "إذًا": حرف مكافأة وجواب، إن قدمت على الفعل المستقبل نصبته غير إذا قال لك أحد: الليلة أزورك، تقول: إذن أكرمك، فإن أخرتها ألغيتها، فقلت: أكرمُك إذن، فإن كان الفعل بعدها فعل الحال لم تعمل فيها العوامل الناصبة (٣)، وهاهنا إذًا جواب لشرط مقدر لأن الأكثر أن يكون جوابًا للشرط الظاهر أو المقدر تقديره: إن لم يكن الأمر كذا (٤)، إذًا ظللت، وظللت من الأفعال الناقصة، والضمير المتصل به اسمه، و "أبكي": جملة خبره، و "الدهر": نصب على الظرف، و "أجمعًا": تأكيد للدهر.


= (١/ ٢٤٠)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ١٢٣، ١٢٤)، وشرح الأشموني (٣/ ٧٦)، والخزانة (٥/ ١٦٨)، والدرر (٦/ ٣٦).
(١) البيت من بحر المديد، لقائل مجهول، يمدح امرأة تسمى الذلفاء بأنها مصونة جميلة، وهو في الصحاح مادة: "ذلف"، وساقه العيني لبيان المعنى اللغوي.
(٢) ينظر الصحاح مادة: "ذلف".
(٣) ينظر حروف المعاني للزجاجي (٦)، ومعاني الحروف للرماني (١١٦)، والمغني (٢١).
(٤) قال ابن هشام في حديثه عن إذن: "والأكثر أن تكون جوابًا لأن أو لو مقدرتين أو ظاهرتين ...... ". المغني (٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>