للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلا تنوين، أراد: يومي أجمع؛ فالألف بدل من ياء الإضافة، وصدره (١):

إنَّا إذَا خُطَّافُنَا تقَعْقَعَا … ...............................

قوله: "صرت": من الصرير وهو التصويت، يقال: صر القلم والباب يصر صريرًا، وأراد بالبكرة بكرة البئر، وهي ما يستقى عليها، أي: صوتت بكرة البئر يومًا من أوله إلى آخره؛ يعني: لا ينقطع استقاء الماء من البئر بالبكرة.

الإعراب:

قوله: "قد" للتحقيق، و "صرت": فعل ماض، و "البكرة": فاعله، و "يومًا": نصب على الظرف، و"أجمعًا": تأكيده.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أجمعًا" فإنه أكد به النكرة المحدودة وهي قوله: "يومًا"، واستدل به الكوفيون على جواز توكيد النكرة المحدودة [وهي قوله: "يومًا"] (٢)، والبصريون يمنعون ذلك، وأجابوا عن البيت بما ذكرناه الآن، وقطع الزمخشري في كتابه بعدم جواز تأكيد النكرة بكل وأجمع (٣).

الشاهد الرابع والثلاثون بعد الثمانمائة (٤)، (٥)

لَكِنَّهُ شَاقَهُ أَنْ قِيلَ ذَا وَجَبُ … يَا ليتَ عِدَّةُ حَوْلٍ كُلِّهِ رَجَبُ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من البسيط.

قوله: "شاقه": من شاقني الشيء يشوقني فهو شائق، وأنا مشوق [والشوق] (٦) نزاع النفس إلى الشيء.


(١) ينظر الخزانة (١/ ١٨٢)، ونقده البغدادي بأن بيت الشاهد مستقل، وإذا جعل هذا صدرًا فلا بد من تقدير رابط، أي: صرت البكرة فيه، وتكون الجملة الشرطية خبر ان.
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٣) ينظر التعليق على الشاهد رقم (٨٣٢)، ومنع الزمخشري توكيد النكرة حيث يقول: (ولا يقع كل وأجمعون تأكيدين للنكرات لا تقول: رأيت قومًا كلهم ولا أجمعين". المفصل (١١٣) ط. دار الجيل، وهو في هذا تابع للبصريين.
ينظر الكتاب لسيبويه (٢/ ٣٩٦)، وشرح التصريح (٢/ ١٢٤)، والإنصاف (٤٥٥)، وابن يعيش (٣/ ٤٤).
(٤) ابن الناظم (١٩٨)، وأوضح المسالك (٣/ ٣٣٢).
(٥) البيت من بحر البسيط، وهو لعبد اللَّه بن مسلم في شرح أشعار الهذليين (٢/ ٩١٠)، وهو يتمنى أن تكون أيام العام كله شهور رجب لما فيه من الخير في الدين والدنيا، وانظر الشاهد في شرح أشعار الهذليين (٢/ ٩١٠)، وأسرار العربية (١٩٠)، والإنصاف (٤٥٠)، وتذكرة النحاة (٦٤٠)، وشرح التصريح (٢/ ١٢٥).
(٦) ما بين المعقوفين سقط في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>