للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقُلْنَ أَلَا الْبَرْدِي أَوَّلُ مَشْرَب … أَجَلْ جَيرِ إِنْ كَانَتْ رَوَاءً أَسَافِلُهْ

تَحَاثَثْنَ وَاسْتَعجَلْنَ كُلَّ مُوَاشِك … بِلؤمَتِهِ لَم يَعُدْ أَنْ شقَّ بَازِلُهْ

وقد غير النحاة هذا الشاهد وجعلوه خنثى، وأنشدوا:

وقُلْنَ عَلَى الفِردَوْسِ أَوَّلُ مَشْرَبٍ … ................... إلى آخره

وهو مغير من شعر مضرس [بن ربعي وهو:

وقُلْنَ أَلَا الفِردَوْسُ أَوَّلُ مَشْرَبٍ … مِنَ الحَي إِنْ كَانَتْ أُثِيرَث دَعَاثِرُهْ

وهي من الطويل] (١).

قوله: "ذات التنانير": عقبة بحذاء زبالة، وهو بضم الزاي المعجمة بعدها باء موحدة، منهل من مناهل طريق مكة -حرسها الله-، قوله: "وقلص" أي: ارتفع، و "النهْى" بكسر النون وسكون الهاء، هو الغدير، و "الدفينة": موضع.

قوله: "حاضره" من قولهم: فلان حاضر بموضع كذا؛ أي: مقيم به، ويقال على الماء: حاضر، قوله: "على الفردوس" أي: على البستان، وأراد بها هاهنا روضة دون اليمامة، وقيل: لبنى يربوع.

قوله: "دعاثره": جمع دعثور بضم الدال وسكون العين المهملة وضم الثاء المثلثة، وهو الحوض المنثلم، وقال ابن فارس: الدعثور: الحوض الذي لم يتنوق في صنعته ولم يوسع (٢)، والضمير فيه يرجع إلى الفردوس.

[الإعراب] (٣):

قوله: "وقلن" الواو للعطف، وقلن: جملة من الفعل والفاعل، قوله: "على الفردوس": حال أي: حال كونهن نازلات على الفردوس، قوله: "أول مشرب": مقول القول، وهو كلام إضافي مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف؛ أي: لنا أول مشرب، قوله؛ "أجل جير": مقول القول المقدر.

قوله: "إن" بكسر الهمزة للشرط، و "كانت": من الأفعال الناقصة، و "دعاثره": اسمه، و "أبيحت": جملة خبره مقدمًا، وجواب الشرط محذوف دل عليه الكلام السابق، ويجوز أن تفتح الهمزة وتكون مصدرية، والتقدير: لأن كانت؛ أي: لكون الدعاثر وهي الحياض مباحة.


(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ، ب): وهو زيادة من نسخة الخزانة.
(٢) مجمل اللغة مادة: "دعثر".
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (أ، ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>